البحث عن الرزق الحلال والعمل على توفير المال والسعي لراحة البال، هو شغل كل إنسان في عالم بات العيش فيه صعب المنال.. وإيجاد فرصة عمل.. والكل ساعٍ في هذا المجال.. فميدان العمل وسوقه، فيه من المخاطر والصعوبات المحال.. ولكن لكل مجتهد نصيب. ü فاطمة عمر امرأة سودانية كغيرها من النساء العاملات والباحثات عن الرزق الحلال في سوق الرحمن، جاءت من بابنوسة بلد الخير والألبان لتفتح محلاً صغيراً للأكلات الشعبية من عصيدة دامرقة وملاح تقلية، وكسرة ملوخية أو بامية مفروكة بها نكهة مخصوصة، جعلت لها زبائن دائمين محبين للأكلات الشعبية. التقينا بها لكونها المرأة الوحيدة صاحبة المطعم في السوق العربي واشتهارها بالأكلات الشعبية، فأخبرتنا: أنا فاطمة عمر من بابنوسة، اخترت اسم المحل على اسم منطقتي التي اعتز بها.. أقدم كل أنواع الأكلات الشعبية من عصيدة وكسرة، وكذلك الفراخ المزيد والجديد. العصيدة حسب الطلب والحمد لله الزبائن كُثر رغم أن المحل ما زال في بدايته، ولكن الرزق على الله. أيضاً أقدم الشاي والقهوة والمشروبات ليكتمل العمل التجاري. طلباتي ما غالية رغم ارتفاع الأسعار، فطلب العصيدة والكسرة بأسعار معقولة. العمل صعب بالنسبة للمرأة في وسط السوق الكبير لكن الحمد لله أنا واثقة من قدراتي ومن نفسي، واتعلم يومياً من السوق والتعامل مع الناس. أتمنى أن تسهل لنا الإجراءات من ناحية تقليل الرسوم في الترخيص والعوائد، حتى نواصل العمل، ف«العيشة صعبة» ومتطلبات الحياة والأسرة كل يوم تزداد، ونحن عملنا «يادوب» يغطي حق الإيجار وتكاليف المعيشة، ولكن الحمد لله رزاق وكريم. ü وهكذا اختتمت (فاطمة عمر) حوارها معنا حول عملها وإيمانها برزقها قليلاً كان أم كثيراً، وهي تبدأ خطواتها الأولى في التجارة في سوق لا يرحم الصغار وأسعار لا تعرف الاستقرار. ü إنها حواء بلادي ودورها الفعال في العطاء ومشاركة الرجل في الأعمال.