رغم تطور منظومة الأطعمة وأماكنها في الخرطوم، إلا أن هناك من لم تعجبه هذه (الأفرجة) وظل وفياً للمطاعم الشعبية المعروفة بالأكلات السودانية المحببة. «الأهرام اليوم» دخلت مطاعم السوق العربي وسألت زبائنها الأوفياء عن سر هذا العشق فوجدت أن (القراصة) و(العصيدة) هي مبتغاهم و(الفول المسؤول) يجري في دمائهم، فكانت إفاداتهم طريفة جداً، فماذا قالوا؟! يقول آدم محمد إبراهيم صاحب مطعم لبيع الأكلات الشعبية إن الشعب السوداني جُبِل على حُب أكلاته الشعبية في هذه المطاعم بالرغم من دخول الكافتيريات الحديثة في منافسة قوية مع المطاعم الشعبية، وأضاف «إلا أن المواطن السوداني مازال متمسكاً بها» وأشار إلى أن الأكلات الشعبية البسيطة هي المتوفرة بقوة في مطاعمنا الشعبية من (سيد المائدة السودانية الفول، العصيدة، القراصة والفسيخ) بالإضافة إلى اللحوم والفراخ، وأكد أن الفول هو الذي يحدد شُهرة المحل ويميزه من سائر المطاعم المنتشرة حوله بالطريقة المميزة التي يتم تحضيره بها وطريقة تقديمه للزبون. وقال إن الفول (المُصلّح) هو الذي يحدّد هوية المطعم وشهرته مثل فول أبوصلاح وفول قدورة وأبو العباس..الخ. وأبان أن هناك ارتفاعات بسيطة في أسعار (الطلبات) نظراً للغلاء العام الذي ساد جميع المواد الاستهلاكية الأخرى فأصبح طلب الفول في تصاعد مستمر فبعد أن كان بجنيه ونصف مروراً بجنيهين إلى أن وصل إلى مبلغ الثلاثة جنيهات الآن وكذلك العصيدة والقراصة. أما أبكر الحسن صاحب مطعم (العريس للأكلات الشعبية) فأبان أن الغالبية العظمى من زبائنه من سائقي التاكسي والعاملين بمنطقة السوق العربي القديم، فأكد أن مطعمه اشتهر بعبارة (فول العريس العجب الرئيس) مقولة رائجة في السوق العربي منذ تسعينيات القرن الماضي وأشار إلى أنه ورث هذا المطعم من والده الذي عمل معه منذ الصغر وتعرّف على أساليب وطرق العمل وكيفية التعامل مع الزبون، وأبان أنه بالرغم من دخول الكافتيريات الحديثة في مزاحمة للمطاعم الشعبية في تقديم الأكلات الغربية والعربية لزبائنها، إلا أن المواطن السوداني مازال متمسكاً بأكلاته التقليدية البسيطة. وأضاف «ضاحكاً» أنه يسمع بالبيتزا ولم يتذوّقها! وقال عندما رآها مع أصدقائه قائلاً: (نحنا بيتزتنا القراصة دي). وفي السياق أكد فريد عبدالعظيم مدير كافتيريا (كابلانكا) أنه لا يوجد فرق بين الكافتيريات الحديثة والمطاعم الشعبية فلكل واحدة منها زبائنها ومرتادوها، وأضاف أن الكافتيريات التي يكون أغلب مرتاديها من طلاب الجامعات والموظفين التي لا تعتمد بشكل أساسي على الزبائن فهي كل يوم بوجوه جديدة عكس المطاعم الشعبية التي يكون أغلب مرتاديها هم زبائنها المعتادون، وأكد أن النظافة و(اليوني فورم) الزي الموحد هو ديدن جميع الكافتيريات التي تجذب الكثيرين إليها بمنظرها الجميل وراحة الزبون هو أهم غاياتها. أما عبدالرؤوف طه وأكد أن رواد المطاعم الشعبية لبساطتها في التعامل مع زبائنها وجوها البسيط، بالإضافة إلى توفر أكلاتنا السودانية الجميلة بها، وهي عكس الكافتيريات من خلال الذهاب لجلب (ماركة) لتقديمها لطلب ما تريد وتشتهي من الأطعمة بالإضافة إلى (البروتكول) داخلها في مراعاة الذوق العام وأكل طعامك (حتة حتة). وعلى ذات النهج قال عبدالعليم محمود (إنني لا (أهوِّب) ناحية هذه الكافتيريات لسبب واحد، هو (عشان ما بتبيع فول) وقال:(نحن معشر السودانيين إذا لم نفطر بصحن فول منذ الصباح تبقى زي الرايحة لينا حاجة، لأن الفول أصبح يجري في دمائنا).