نظمت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية النيل الأزرق مهرجاناً للتنوع الثقافي بغرض عرض تراث الولاية واكساب إنسانها مهارة عرض التراث كما قال لآخر لحظة الدكتور الجيلي علي العبيد.. مشيراً الى أن النيل الأزرق تتمتع بالتعدد الثقافي، حيث تسكنها جماعات مختلفة كما أنها تتمتع بإرث تاريخي متمثل في دولة الفونج، وشهد مواطنوها حراكاً دائماً بسبب النزاع ما دفع البعض للتحرك من مكان الى آخر، لذلك رأت وزارة الثقافة والإعلام ومن باب الحفاظ على التراث المتمثل في الأغاني والرقصات المرتبطة بالمناسبات والعادات والتقاليد تم التفكير في إقامة هذا المشروع وتطوير اداء الفرق الثقافية، واكتسابها مهارة عرض هذا التراث في المسارح والوسائط الإعلامية المختلفة.. هذا الى جانب إدخال الكثير من القيم في محتوى العمل التراثي مثل الدعوة الى السلام، ونبذ العصبية والجهوية، وتحقيق مبدأ الإخاء والتسامح، وشرح لنا أن الدكتور الجيلي أن التنفيذ يتم عبر ثلاث مراحل أولها الشرح النظري للفكرة من خلال ورشة عمل لمدة يومين، تم تنفيذها بواسطة مختصين وهما دكتور صلاح العقاد وشخصي.. وتلى ذلك التدريب العملي والذي استغرق 9 أيام نفذت بواسطة مختصين في مجال المسرح والاداء الاستعراضي بقيادة الفنان المسرحي عبد المنعم النور العقيب، والأستاذ سيف النصر من الله، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فهي تشمل عقد سمنار تقييمي لهذا العمل ليعقب ذلك تمثيل عمل جماعي بواسطة المبدعين من كل محليات الولاية، ويختتم ذلك بعرض جامع تشهده قيادة ولاية النيل الأزرق في يوم ثقافي جامع، لنؤكد من خلاله أن الثقافة فعلاً تقود الحياة وأنها الوسيلة الانجع لتحقيق الترابط والسلم الاجتماعي، وبوابة السلام الدائم ليس للنيل الأزرق فقط، وإنما لكل السودانيين. وفي سؤالنا له عن الخطط المستقبلية للوزراة قال : في البال الإعداد لمهرجان الثقافة القومي السادس والذي تم تدشينه قبل فترة، وفي هذا الجانب تم تكويت لجنة عليا ضمت كل معتمدي المحليات والمشتغلين بالعمل الثقافي، وذلك تمهيداً لانطلاق العمل على مستوى المحليات في التنافس في شتى ضروب الأعمال الثقافية، يعقب ذلك تنافساً عبر لجنة تحكيم يتم من خلالها اختيار الأعمال الفائزة لتمثل الولاية على مستوى القطاع الأوسط، ومن ثم التنافس على المستوى القومي.. الى جانب المسابقات الفردية على مستوى الشعر والتشكيل والقصة، والتي تم الاعلان عنها الاسبوع الماض ، ودعا مدير عام الوزارة مبدعي ولاية النيل الأزرق للمشاركة الفردية وتسليم مشاركاتهم في الحقول الثلاثة للإدارة الثقافية بقصر الثقافة بمدينة الدمازين، وذلك قبل ال20 من اغسطس القادم. وتحدث لنا أيضاً المخرج التلفزيوني محمد عثمان أحد المشاركين، والذي يرى أن مشروع التنوع الثقافي الذي نظم بوازة الثقافة والإعلام ولاية النيل الأزرق يعد مشروعاً قومياً، وليس حكراً أو حصراً على أهل النيل الأزرق فقط، فهو يقوم على ترسيخ عملية السلام والتعايش الاجتماعي عبر الموسيقى والرقص الشعبي، وبالتالي يظهر تنوع وتماسك أهل النيل الأزرق بمختلف مكوناتهم الثقافية والعرقية، ومن المؤمل أن يزور المشروع في مرحلته الأخيرة عدد من المناطق بالولاية، موثقاً لها متمنياً أن تكون تلك المناطق التي تأثرت بالنزاع حتى تبث لهم روح الطمأنينة محمد عثمان قال إن التغطية الإعلامية للمشروع لم تك تناسب أهميته وعظمته خاصة أن المنطقة صاحبة حضارة وثقافة ممتدة، وتمنى أن يتم التعامل معها باعتباره جزءاً مهما في الحضارة السودانية.