٭ هل تذكرون هذه الأنشودة التي كانت في كتاب المطالعة الإبتدائية قبل أن يقوم منصور خالد بتغيير النظام التعليمي ليتم الهبوط بمناهجنا بواسطة السلم التعليمي الذي كان في التردي أسرع من أي أسانسير!!.. «هلّ الخريف وحلّ.. أهلاً به وسهلاً».. عموماً لم نعد نرحب بالخريف ونتوجس من قدومه، بل نخاف عديل وما ذلك حاشا لله لعيب فيه، ولكن لتردي الخدمات وعدم قيام الدولة بواجبها تجاهه من ناحية، ولممارساتنا الخاطئة لأننا جعلنا مساكننا في الأماكن المنخفضة ومجاري السيول والأراضي الزراعية مما يجعلنا عرضة لمخاطر كثيرة. ٭ تعوّد الإنسان من قديم الزمان أن لا يوجه اللوم لنفسه، بل يلوم الناس والأشياء من حوله ولا ينظر للأخطاء التي يرتكبها.. وحتى إذا ارتكب خطأ واقترفه فإنه لا يلوم نفسه.. بل لديه براعة منقطعة النظير في مسألة «رمتني بدائها وانسلت» فالناس مثلاً يسكنون في مجاري السيول، ومتى ما جاءهم سيل الوادي المنحدر ودمر منازلهم صبّوا جام غضبهم على الخريف الذي هو نعمة و«نقنقوا»، وهم يقولون إن الأمطار يجب أن تصب بعيداً عن المدن لأنها لا تحتاج إليها، وإن خرابها أكثر من خيرها، فكأنهم يعلمون الله بما لا يعلم سبحانه في علاه. ٭ هذه النقة كما يقول العلماء تقطع الخميرة من البيت وتتسبب في زوال النعمة ومحاولة تقسيم رحمة ربنا بالمزاج البشري الأناني الذي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه وأُفقه الضيق المحدود، وهكذا نرى تأخراً لهطول الأمطار ونزول الغيث، وبالتالي فشل الموسم الزراعي سرعان ما نحصد آثاره السلبية غلاءً ومعاناةً تجعل معيشتنا ضنكاً، هذا هو الإنسان يريد الدنيا أن تسير على هواه ووفق مراده، وهو لا يريد أي نوع من الابتلاءات والامتحانات ليمحص الله قلوب عباده ويعلم الشاكرين الحامدين، ويعلم الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. ٭ نحن بطبيعتنا بحاجة دائمة للطعام والشراب وتلك نعم مرتبطة بهطول الأمطار ارتباطاً وثيقاً وهذا يستوجب أن ندعو صالحاً وأن نعمل صالحاً، فالأمطار لا تنقطع إلا بذنوب العباد وفساد الحكومات، وهو مرتبط في كثير من الأحيان بالتوبة والاستغفار، فعلينا بسورة نوح لنعرف سبب هطول الأمطار مدراراً، بالطبع يجب أن نستغفر الله ونبتهل إليه حتى يرسل الرياح بالأمطار سقيا خير، ونتمنى أن ينشغل بعض الولاة بأنفسهم حتى لا يأتوا بفساد يستر حكوماتهم من الخريف بسبب معاصٍ يعلمونها ليخفى تقصيرهم.