الأغلب منا يعي دلالات السياسة وممارساتها العملية في أمور الدولة بشكل عام ولا تقتصر على ذلك، بل لها دلالات على نحو ساس يسوس أي ينظم أو يضع أساساً تنظيمياً لأي مجال، وتمارس من قبل الجنسين الذكر والأنثى بشكل معتاد دون رباط قدسي اللهم إلا من أدمنها.. أما الزواج هو رباط شرعي بين رجل وامرأة لتحقيق مقاصد وقيم منها الاستقرار والطمأنينة، وبقدر قادر الرزق بالمولود ولو بعد حين.. قيادة الزوجة والبيت في حد ذاته يحتاج للسياسة وفن التعامل، وبرأيي من استطاع أن «يسايس» زوجته بشكل جيِّد وناجح، يمكنه النجاح في مسايسة أمر مؤسسته أو حزبه.. ومن كان فاشلاً في بيته فهو إما يتهرب بانشغاله بأمور مؤسسته الخاصة أو العامة ويرى الأمر بأنه الأهم على إدارة بيته، وإما هو أصلاً فاشل في مسايسة البيت والعمل.. ولا يستقيم أمر الرجل في حال فشله في تهيئة مناخ طيب وملائم لبيته ولزوجته، ويفرض باللين سياسة التفاهم والاحترام وينجح في تهيئة مناخ طيب وملائم في دار حزبه أو مجموعته التي تدير أمر جماعة أو دولة «الكنكشة والنزاع والغبن».. هنا وارد في هذه الحالة مع مسألة مسايسة العمل الخاص أو العام.. الأولى الابتعاد ولو قليلاً عن كنكشة قيادة الحزب أو الكرسي، والأفضل منها كنكشة الزوجة بالأسنان واليدين، فهي التي تصنعك للآخرين «قيمة وقيمة» لو أدركنا ذلك.. لا داعي التهرب من الأولى «الزوجة» إلى الانشغال والتحجج بقضايا أكبر من الزوجة وينسون أن كل شيء يبدأ من البيت، والزوجة هي أساس كل شيء في نجاح الرجل خارج بيته.. فالأمر يتطلب منا ضرورة التعامل معها بفنون مختلفة وشطارة عالية وثقة تامة في مسايستها لتهييء هي لنا المنطلق الحقيقي للسياسات الكبرى.. ونطلب من الزوجات ألا يضحكن فقط ليبتسمن وليسايسن الرجل كالطفل الصغير.. لأن الأمور باتت عكسية.. ربما نحن الرجال بحاجة لمعرفة أبعاد السياسة الحقيقية للمرأة التي تمثل بحق كل الحياة، فهي المعين الأكبر للتعامل مع السياسة العامة خارج البيت.