مزاج الرجل ترمومتر حساس لقياس أحوال الطقس والمناخ في جيبه، ف كلما كانت أجواء الجيب جافة، ومناخه صحراوي، ازداد التقطيب والعبوس وتضخمت عيوب الزوجة، وتفاقمت القابلية لاختلاق الشجارات ! .. وكلما كانت الأجواء رطبة والمناخ مطيراً أو غائماً على الأقل، ينذر بهطول المطر راق المزاج واتسع قطر الابتسامات وتوالت القهقهات بسبب(الضحَّاكات) ! .. أما موقف الزوجات من جيوب الأزواج فيأخذ في الغالب منحيين يختلفان باختلاف المحتويات التي تتراوح بين (القروش) و(أيقونات أخرى) لها دلالات خطيرة تتعلق بالغيب الذي قد ينذر بتقويض عرش الزوجة على مملكة (الجيب) وأطرافه المترامية ! .. و .. على عكس (القروش) قد يترك الأزواج تلك (الأيقونات) التي ترمز معظمها إلى وجود أنثى أخرى عابرة أو(متحكرة) في تضاريس عاطفية بعيدة عن رادار الزوجة سهواً .. و»رب صدفة أتعس من ألف رادار» ! .. بالطبع هنالك الزوجات غير التقليديات اللاتي ليست لهن مواقف مسبقة من جيوب الأزواج لأنهن يتمتعن بالقدر المطلوب من الوعي اللازم لافتراض الثقة بالذات أولاً قبل الشريك .. هذا النوع من الزوجات لا يحفل بما في الجيب، ولا يقلقه ما في الغيب ! .. أما الزوجات (النمطيات) فلمعظمهن مواقف من جيوب الأزواج، تتفاوت باختلاف البيئة والتربية والطبائع الشخصية، وتتلون وتتمرحل بدءاً بإلقاء نظرة عابرة ل (كي يطمئن قلبي) .. مروراً ب (مد اليد) مع الاستئذان .. مروراً ب (السرقة) إذا ما اقتضى الأمر .. ثم هناك الحرابة : أي قلع القروش من الزوج ، دون أن يجرؤ على أن يقول بغم ! .. وللكثيرات مع التنقيب في أيقونات الجيوب من غير (القريشات) مواقف (تحنِّن) وأخرى (تجنِّن) .. إنما تبقى الرقابة السرية على جيوب الأزواج، أو الرقابة العلنية المطعمة بالتهديدات المبطنة أو الصريحة سلوكاً شائعاً في معظم البيوت السودانية .. فقط تختلف درجة الرقابة باختلاف سن الزوجة ! .. بينما إذا اقتنعت بنات جنسي بأن تفتيش جيوب الأزواج أو التجسس على هواتفهم النقالة (جنحة أخلاقية) لا يوجد ما يبررها، وأن الذي تجنيه الزوجة من توسيع دائرة الحرية والثقة أمضى وأنفع من الذي تحصده من سياسة تضيق الخناق والحصار، لماتت الكثير من مشاريع (التدبيل) الزيجات الثانية في مهدها ! .. سيناريو الزواج الأزلي يقول إن الرجل يظل مخلوقاً، فوضوياً، متمرداً إلى أن يقع في الحب .. فيتحول إلى كائن طيِّع، مطيع، رهن إشارة الأنثى التي يخاف أن يفقدها .. فإذا ما امتلكها تحول إلى كائن متململ، غريب الأطوار، يفزعه حصارها وتشعره رقابتها بالاختناق ! .. لذا ف تعرض الأزواج لهواء الأخريات الملوث من خلال الاختلاط وليس الاحتكاك لا يضر كما تعتقد معظم الزوجات، بل أنه يساعد في إدراكهم قيمة الهواء النقي .. ومن أبجديات الذكاء الأنثوي أن يدرك الهواء النقي كيف (يفهم) نذر العاصفة فيتَّقيها، ومتى يعرف عِزَّه فيُريح رئة العلاقة الزوجية من نوبات ضيق التنفس ويستريح !