٭ داهمنا نبأ حكومي عظيم، هو نبأ توقيع الإنقاذ على»أضخم اتفاق على الإطلاق»، في مجال التعدين في تاريخ بلاد السودان، مع شركة روسية، للتنقيب عن الذهب في شمال وشرق السودان..! يفيد النبأ أن التوقيع جرى «بعد تحديد احتياطات ضخمة من معدن الذهب النفيس، بلغت ضخامتها أكثر من ستة وأربعين ألف طن، بقيمة ترليون و سبعمائة واثنان مليار دولار..! اللّهم هذا حسابنا، لا يُخفى عليك، فقد انتقل الى رحمة مولّاه، من حساب بالمليار، إلى حساب بالترليون..! يقول الخبر أن مراسم توقيع الاتفاق جرت بالقصر الرئاسي، وقد وقّع عن الجانب السوداني،العبد الفقير إلى الله وزير المعادن، أحمد محمد صادق الكاروري، بينما وقّع عن الجانب الروسي مدير الشركة فلادمير جوكف، بعد أن حُظيت الشركة الروسية بالتنقيب عن الذهب في مربعات باذخة، بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.. وأشار النبأ العظيم ، إلى أن العبد الفقير إلى الله، وزير المعادن، أكد في مؤتمر صحفي عقب مراسم التوقيع، أن عقد السودان مع الشركة الروسية يختلف، جملةً وتفصيلاً عن الاتفاقيات السابقة. وكشف العبد الفقير إلى الله، عن أن الشركة الروسية قامت بالبحث عن المعادن النفيسة داخل أراضينا، فحصلت على الذهب في موقعين، بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل، وأضاف الكاروري أن الشركة الروسية «التي لفظت كلامات الشيوعية والإلحاد بعد سقوط الاتّحاد السوفيتي»، استخدمت معدات حديثة جداً، استطاعت من خلالها تحديد احتياطات ضخمة من الكنوز الذهبية، وأن تلك المُعدّات الحديثة، أكدت أن البحر الأحمر ونهر النيل، تنامان على تلال من الأحجار الكريمة، من ذهب نفيس ودُرر متلئلئة..! وأعلن العبد الفقير إلى الله، أن الاحتياطات الكلية للذهب في بلاد السودان تُقدّر بالترليون وليس بالمليار وحدَّد سيادته دخول الشركة مراحل الإنتاج خلال ستة أشهر، من تاريخ احتجاجنا الأخير على قطع الماء والنور في بلاد الهناء والسرور..! و شدد الوزير الكاروري على أن العام الأول سيشهد إنتاج ثلاثة وثلاثون طنّاً فقط وعيني باردة ليقفز الانتاج خلال عامين إلى ثلاثة وخمسون طناً ... مبيناً أن هذه الكميات، والتي تعتبر ضربة بداية، ستغير من حالنا، بعد هذا الحال، و»ستساهم»، على حد قوله، بقدر كبير في نهضتها الاقتصادية.... ثم استدرك أمره ، فقال، أن نصيب دولة السودان، من الكميات المنتجة هو مقدار الثلاثة أرباع، بينما للشركة مقدار ربع الانتاج، وهي نسبة على حد قوله غير مسبوقة... وأضاف سيادته، بأن»هنالك التزامات أخرى، تضمنها الاتفاق، بضمان المعادن، لتمويل مشروعات أخرى»..! هذا هو محتوى الخدر اللّذيذ، الذي أُلحق معه تصريح مقتضب لمدير الشركة الروسية، قال فيه بالنص: «إنهم أجروا دراسة حول أماكن وجود الذهب في القارة الأفريقية، وعثرت دراساتهم على نقطة مهمة موجودة في السودان»..! دعنا إذن ،»نتمنْجّه من المنْجَهة» في تفكيك هذه «اللُّفافة» الحكومية الحلال، بعد أن جعلتنا فرحاً وتيهاً نطأ الثُّريّا..! ٭أين الرفيق فلاديمير بوتين من رنين هذه الترليونات، ولم غاب عن حفل التوقيع..؟! سيبك من غياب الرفيق فلاديمير، فما هو إلا برجوازي صغير، لا يعنيه شيئاً، من أننا سنصبح «مُنغنِغين» بعد ستة شهور، على إثر طرقعة أصبعين من أصابع كهرمانة...! دعك من أحاديث الرِّفاق، إذا كنا «سوف» تصفو لنا الليالي بعد ستة شهور من هذه الطرقعة.. ولكن، لماذا أيها الملك السعيد «نُفاجع» بزيادة أسعار الكهرباء والمياه، إذا كان رصيدنا بالترليون دون المليون، ولماذا، طالما أن «الكنوز انسدلت ،جدلة عُرسٍ في الأيادي»..!؟