رمادي: يتناول الإعلام المصري قضية الصيادين المصريين بحدة وهي ليست المرّة الأولى التي يقع فيها الصيادون المصريون في مثل هذا الخطأ وهو الصيد داخل المياه الإقليمية السودانية.. وتعالج هذه المسألة سياسياً إلا أنها كفعل جنائي لا شك فيه وهو الدخول في البلاد وممارسة عمل بدون إذن السلطات. ينطبق هذا الأمر أيضاً على المعدنين السودانيين الذين دخلوا عبر الحدود المصرية ومارسوا عملاً بدون إذن.. في الحالتين تم اعتقال الذين تجاوزوا الحدود وتعرضوا لمحاكمات.. الحدود بين البلدين فيها تداخل بحكم الوجود السكاني في هذه المناطق التي ليس فيها سور حتى يعرفه هؤلاء. ولأننا دولتان شقيقتان بالضرورة تحدث مثل هذه التجاوزات.. صوت الإعلام المصري عالي جداً في مثل هذه القضايا وللأسف صوتنا خافت. الآن أمام السلطات في البلدين القضيتان مطروحتان فلماذا لا نعالجهما بذات الأريحية السياسية ومباديء الأخوة التي بيننا ونطلق سراح الطرفين الصيادين والمعدنين ونتخذ من الإجراءات ما يمنع مثل هذه التجاوزات بالرغم من أنها حدثت من قبل. الرئيس المشير عمر البشير يشارك في حدث تاريخي في مصر وهو افتتاح قناة السويس.. فلماذا لا نستبق هذا الاحتفال المهم والتاريخي بإسعاد أسر الصيادين والمعدنين وإطلاق سراحهم فوراً. في مثل هذه المواقف تظهر الأخوة الحقيقية والمعالجة السياسية القوية التي تتجاوز الإجراءات والتشدد وتسكت الذين يريدون أن يخربوا علاقات البلدين والشعبين.