٭ سيادة الفريق أول والنائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح. مرة أخرى لك التحايا.. ٭ ونواصل ما انقطع من حديث.. وأنتم ونحن نحاول في إصرار لإصلاح الدولة.. وجعل الحياة أكبر سهولة لهذا الشعب الذي صبر على الإنقاذ ما لم يصبر على غيرها منذ أن عرف الحياة.. وتلاحظ سيدي الفريق إنى قد أغفلت عامداً محور حديثك عند اللقاء بالإعلام أحد أضلاع محاورك الثلاث.. لن أكتب حرفاً واحداً عن الحوار فقط سأصوب كل حروفي وكلماتي.. واقتراحاتي وملاحظاتي عن إصلاح الدولة.. و»معاش الناس» لأن ذلك هو جوهر المعاني وشاهق الأماني التي يتطلع إليها الناس. ٭ عن إصلاح الدولة.. نقول وليس ذلك تخزيلاً كما يقول أحبابنا «الأخوان» ولا هو سعي إلى إشاعة اليأس في قلوبكم وسواعدكم وأنتم تقصدون إلى مهمة شاقة وعسيرة و»رهيبة» وإن كانت غير مستحيلة. ٭ سيدي الفريق.. أولاً يجب أن تكون لكم قناعة راسخة ويقين لا يخلخله شك.. وثقة لا يزعزعها ظن أن هناك «دولة داخل الدولة» وأنه خلال ربع قرن من الزمان وفوقه «سنة زيادة» قد يكون بعض «المستفيدين» من إنشاء دولة عميقة وشبكة أكثر دقة من كل الشبكات التي عرفها العالم.. وأن هناك مصالح مشتركة وأواصر ممتدة سوف تتقاتل وأوسعها ذلك سراً وعلناً.. مراوغة ومخادعة ومخاتلة وأحياناً تهوراً ومصادقة حتى لا يتم أي إصلاح للدولة. ٭ أعلم سيدي النائب الأول لرئيس الجمهورية أنكم سوف تواجهون عواصف من الممانعة.. وتلالاً وجبالاً من المتاريس وأنهاراً وبحاراً من العراقيل.. أبطالها هم أعضاء الدولة العميقة والتي سوف يضربها في قوة وقسوة أي إصلاح للدولة.. ودعني أقدم لك نموذجاً حياً صارماً مازال ينبض.. وهو معركة أو ملحمة.. أو رنيك 15 الإلكتروني .. ورغم بشاعة الذين سعوا وحاولوا عبثاً إبطال مفعوله بل و «تكسيره» رغم ذلك إني أراكم محظوظين جداً فقد ساق الله لكم مثالاً و «نوعاً» من شراسة المعارك المنتظرة لإصلاح الدولة حتى تستبينوا حجم المهمة الشاقة التي أنتم مقبلين عليها.. إن أورنيك 15 الالكتروني يكشف في جلاء أن هناك من تضررت مصالحة المادية «بكل أسف» ويكشف أيضاً أن هناك خللاً مدمراً قد نخر في بعض أجهزة الدولة وأنه قد آن الأوان لتتدفق أي «مليم» أحمر إلى وزارة المالية والتي هي المنوط بها الولاية على المال العام. ٭ ثم نذهب إلى وعد مبهر وأمل مشرق وتبشير بأيام من الانضباط مقبلات.. فقد سعدنا حد الطرب في ذاك اللقاء، وأنت تعلن أنكم سوف تعيدون «الهيبة» والمهابة لوكلاء الوزارات.. وأعلنتم أن منصب الوكيل سوف يعود مرة أخرى وكما كان حتى منذ عهد الاستعمار، يعود بكل صلاحياته، وصدقني.. إن هذا هو المفتاح الذي سوف يشرع الأبواب لإصلاح الخدمة المدنية التي كانت زمان في دقة الساعات السويسرية قبل أن تعصف بها رياح «التمكين».. وغداً نلتقي