في ذلك اليوم كانت قيادات الإتحاد الاشتراكي تقف عند باب مكتب وزير النقل ،الرجل الثاني في حكومة مايو اللواء خالد حسن عباس وهي تطمح في إنتزاع قرار سياسي بتكوين نقابة عمالية بعطبرة ربما أرادوا أن تكون موازية لتلك النقابة التي رفضت عضويتهم .... أوكلت مهمة إدارة الحوار مع العسكري الصارم اللواء خالد ، للأمين السياسي للإقليم الشمالي الأستاذ علي فقير عبادي .. والذي قال ل «آخر لحظة» طلبت منه أن نكون جزءً من تلك النقابة العمالية بعطبرة، كنت أطلب منه تكوين نقابة للعمال بعطبرة، ولكن التعليمات جاءتنا صارمه بأن هذه النقابات حرة.ويمضي فقيري قلت لخالد ربما يكون هذا آخر لقاء يجمعنا بك، وجاءني رده العسكرية تعني الالتزام بالقانون الذي كفل حرية واستقلالية هذه النقابات. للمفارقة كان حديث فقيري مع خالد في العام1983.. ولم يكن القائد العسكري يعلم أن شمس ثورة مايو التي لعب فيها ادواراً مهمة وكبيرة وخطيرة إقتربت من الغروب. مضت مايو تلك الحقبة المهمة في السياسة وبقي عباس بكل ذلك التاريخ ورغم مرور كل تلك السنوات علي مايو إلا أن الرجل يحظي بتقدير وإحترام كبيرين ، والجميع يسارع للإطمئنان علي صحته وهو طريح الفراش الابيض بالسلاح الطبي كان أخرهم مساء أمس مساعد اول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني وقبله النائب الاول. خالد إبن الكلية الحربية الدفعة «11» ، وقبلها إبن أم درمان حي المسالمة وقبل ذلك وهو الاهم إبن السودان ثم هو إبن المريخ حيث كان رئيسا للقلعة الحمراء وظل رئيساً للنادي حتى بعد الانتفاضة التي أطاحت بثورتهم المايوية بل ظل رئيسا للنادي وهو في المعتقل وفقا لرغبة (المريخاب) الذين رفضوا إقالته وفشلت كل المحاولات السياسية في إزاحته. انسب تعريف لخالد انه رجل لكل مهمة و تقلب في المواقع، إذ كان الرئيس الراحل جعفر نميري يثق به ويدفع به في كل موقع، وشغل منصب وزير بالصحة والدفاع والنقل ومستشاراً للرئيس في الشئون الأفريقية كما أُوكلت له مهمة الإشراف على القوات المشاركة في عبور قناة السويس. لكن ابلغ وصف لعباس قاله صديقه الحميم كمال الدين كيري عندما وصفه ب (المفتاح) وقال كيري في حديثه ل» آخرلحظة» جمعتني السياسة والرياضة باللواء وترافقنا اجتماعيا ثم افترقنا لنلتقي مرة أخرى نقابيا، كنت وقتها الأمين العام لإتحاد الموظفين والمهنيين،وكان اللواء خالد ذلك المفتاح الذي فتح كل الأبواب المغلقة في وجه الإتحادات والنقابات، حيث عالج كثير من القضايا النقابية أبان توليه وزارتي النقل والصحة، ورغم مناصرته للنقابات ومحافظته على كيانها وحريتها إلا أن الشيوعيين رأوه العدو الأول لهم بعد أبو القاسم محمد ابراهيم ، وظل ينعت بالعسكري من قبل السياسيين بالإتحاد الاشتراكي.