فخامة الفريق أول بكري النائب الأول لرئيس الجمهورية ٭ تحايا تليق بكم واحترام يليق بموقعكم الرفيع.. ٭ وكانت آخر كلماتنا لك في سلسلة مقالاتنا لكم وعد بأن نخاطبك الآن وأنت في موقفك الآخر والخطير والرفيع وهو جلوسك في أعلى قمم الحركة الإسلامية نائباً لأمينها العام.. إذاً الآن الحصة «دين».. ولأنك تقود ملحمة ضارية ومشروعاً خطيراً وتحدياً شاهقاً، به يكون السودان أولا يكون، وهو مشروع «إصلاح الدولة». سيدي النائب الأول.. بثقة لا حدود لها ولا إطار يؤطرها وبقلب «أقوى من الحديد وأجبر من قلب اليزيد» نقول إن إصلاح الدولة يبدأ وأول خيوطه هو الحركة الإسلامية.. نقول ذلك لأن خراباً كبيراً قد بدأ من بعض أركانها.. ٭ والآن نبدأ.. ولكن قبل أن نبدأ.. وقبل أن ندخل ونحن في قمة الأناقة إلى صالونك المترف الفخيم.. حفاةً يلفنا الخشوع على ثرى مسيدكم العامر.. دعنا ندخل معك في «ونسة» عابرة في «الدهليز» أو في بهو الاستقبال.. الونسة هي إجابة عن سؤال افتراضي أتصوره يجلجل بل يدوي في الأفق منطلقاً من أحبه وأحباب وأصدقاء كثر لا يرون في شخصي غير إبليس رجيم.. والسؤال هو وما شأنك أنت بالحركة الإسلامية بل قد يتوغل بعض المزايدين بعيداً و « يتحاومون» بين ضلوعي وتجاويف صدري وينقبون في دأب وصبر في أحشاء سويداء قلبي.. حتى يصلون آخر درجات التكفير والتنجيم ليتصايحوا بل ما شأنك أنت بالإسلام نفسه؟؟ فلهم أقول.. أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد إن الإسلام بل الإيمان بل الإحسان الذي في صدري لو وزع على كل كفار قريش لدخلوا جميعهم الجنة، عدا أولئك الذين توعدهم الحق عز وجل بالنار .. وأقسم بفالق الحب والنوى إني مازلت في حيرة ضرير المعرة الذي أنشد مدهوشاً: ماذا أقول والوحش ترميني بأعينها والطير يعجب مني كيف لم أطر ٭ نعم أنا أشد حيرة منه وأنا أشاهد نفس الذين كانوا يزرعون الفضاء بالجلالات والأهازيج والأناشيد .. «هي لله.. هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه».. ومازالت دهشتي تتمدد وأنا أشاهد أولئك الذين كانوا ينشدون.. «لا لدنيا قد عملنا».. أشاهدههم الآن.. يخوضون ليس في الشبهات التي حذر منها الرسول المعصوم.. استبراءً للدين والعرض، بل خاضوا حتى في الحرام البين، ومتجنبيين الحلال البين .. أنا أغضب لديني.. تماماً مثل حبيبنا وصديقنا وأستاذنا «الحبوب» عادل البازر الذي أورد في جسارة وفي عقل نابه وفكر ثاقب أورد أمثلة ومصدراً من أكل أموال الناس بالباطل.. ويحتالون باسم الإسلام.. ويغشون خلق الله وهم يرفعون رايات إسلامية ملحقين الأذى بالإسلام نفسه. سيادة النائب الأول.. ٭ الآن إنتهت «الونسة» وقد كانت ضرورية ومهمة حتى يعلم الجميع إنني وعندما أورد أمثلة من الخراب أرتكتب باسم الإسلام أقول كانت ضرورية ليعلم كل من في قلبه « مرض» أو «غرض» أو من يتوهم إننا نستهدف الحركة الإسلامية. ٭ سيدي النائب.. لأنني قد راهنت على نجاحك في المضى حثيثاً في مشروع إصلاح الدولة نورد لك لاحقاً أمثلة صارخة من صور الفساد وكيف إنها تصادم تعاليم الإسلام الطاهرة المقدسة.. {}{