٭ البروف الجليل غندور ومرة ثالثة لك التحيات والاحترام والسلام.. ٭ ومازلنا في حدائق ورياض الانتخابات .. أو أتون ومراجل ولهب الانتخابات، ومازلنا في محطة رئاسة الجمهورية.. وصدقني إن الانتخابات وتحديداً لرئاسة الجمهورية هي التي كان ينظر إليها الشعب السوداني رغم إنها محسومة وحتى قبل أن تفكر الحكومة أو الأحبة في المؤتمر الوطني في إنشاء المفوضية.. أنا شخصياً لا أعرف ولا أتوقف ثانية واحدة في انتخابات الدوائر القومية أو الولائية فقط لأنها « كلام ساي» ٭ تحدثنا بالأمس بل ضحكنا بالأمس و»متنا بالفرحة» ونحن نستعرض برامج بعض الأحباب الذين ترشحوا في وجه الرئيس البشير واليوم يابروف نذهب إلى المرأة الوحيدة التي حلمت في يقظة بالجلوس على أعلى كرسي في القصر الجمهوري القديم أو الجديد.. إنها الدكتورة فاطمة عبد المحمود. ٭ وقصة ترشيح الدكتورة لرئاسة الجمهورية قذفتني في بحور من الدهشة والغضب والعجب.. صدقني إن قلمي يتمرد على أصابعي.. بل أنا بت أشد حيرة من ضرير المعرة رهين المحبسين أبو العلاء المعري ذاك الذي انعقد لسانه وضاق صدره وتجمد على الدواة مداده وإنكسرت بل تحطمت على صفحات القرطاس «سنة ريشته» فأنشد مدهوشاً: ماذا أقول والوحش ترميني بأعينها والطير يعجب مني كيف لم أطر أنا مثلك يا معري الحيرة تفتك بكل عقلي والدهشة تعربد في وحشية داخل تجاويف صدري.. فقد هاجتني الذكرى... ذكرى مايو وكرنفالات الانتفاضة.. الآن هدأت أنفاسي واسترددت بعض عقلي وانتظمت ضربات قلبي ونقرأ الترشيح ترشح الدكتورة لرئاسة الجمهورية.. ألوان شتى وصور متلاحقة أضحك مرة وأبكي مرة و «أشمت» مرة ومرات. ٭ الصورة الأولى.. تقول إن اشتراك الدكتورة في سباق المرشحين الرئاسي نحو القصر .. قد أطلق رصاصة الرحمة على عقول وقلوب بعض المايويين الذين مازالوا وحتى الآن ينكرون الانتفاضة انكار ضوء الشمس لمن يصيبه رمد.. الآن فقط سيدرك هؤلاء الذين يرفضون أن يوصف نميري بالمخلوع.. الآن فقط سيعرف هؤلاء إن شعب السودان قد طوى صفحة مايو والإتحاد الاشتراكي إلى الأبد.. الآن فقط سيعرف هؤلاء أن لوحة حقيقية قد رسمها شعب السودان على الأرض والملايين تتدفق في الساحات والطرقات رفضاً لمايو، وسيتذكرون إنه كان هناك موكباً للردع قام به فقط مائة تسعة وأربعون فرداً يدافعون عن مايو، والغريبة أن الدكتورة لم تكن ضمن ذاك الموكب البائس الهزيل.. «غايتو» أنا لو كنت مايوياً كنت سأشتعل غضباً وسأحترق مزمجراً والدكتورة تحرر بترشحها شهادة وفاة «بدل فاقد» لمايو التي أضحت أثراً بعد عين. ٭ أما الأمنية التي لم تتحقق بالنسبة لي .. فقد كنت أستجدي الله في خضوع ابن الفارض وخشوع العدوية أن تفوز الدكتورة فاطمة عبد المحمود، وذلك لأننا مرة أخرى سنقوم بالانتفاضة ومرة أخرى سيدوي صدر وردي وهو يلهب الحماس باشعباً لهبك ثوريتك وسينشد مرة أخرى وعلى نجيل الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم. ياشرفة التاريخ.. ياراية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال. مع السلامة الأحد نتلاقى