من أحلام كل سوداني وسودانية أن يشاهد فضائيات سودانية تعبر عنه وتكون وجهاً مشرقاً ومشرفاً يباهي به ويفاخر أينما كان، ويظل الحلم مثله وكثير من الأحلام التي تكون مجرد أوهام أو أحلام »زلوط» أو كوابيس لأن الأحلام التي تتحقق هي مثل العنقاء والخل الوفي.. لذلك لا ندري هل نتفاءل أم »ندق طناش».. ونحن نسمع عن ترتيبات بقناة النيل الأزرق لتصبح قريباً شبكة راديو وتلفزيون النيل الأزرق.. ذلك الحلم الذي ظل يراود ويداعب أخيلتنا لسنوات طويلة.. ومازال، وهو في تقديرنا ليس صعباً في أن يكون واقعاً في ظل قيادة الجنرال حسن فضل المولى للقناة ووقوفه على رأس الشبكة الجديدة، والرجل لا يحتاج مني أن أحدث بعبقريته الإعلامية وحكمته وإداته الرشيدة التي جعلت من النيل الأزرق القناة الأولى على كل الفضائيات السودانية وأكثرها تأثيراً ومشاهدة.. وإن نسينا فلن ننسى له انحيازه للغلابى والبسطاء وهو يحرر القناة من قفص التشفير بعد أن كانت مشاهدتها لمن استطاع إليها سبيلاً ًولمن يملك »حق الكرت» ولا عزاء للأخرين.. إذن فإن حلم شبكة راديو وتلفزيون النيل الأزرق يمكن أن يتحقق طالما أن الإدارة القادرة على ذلك موجودة، وطالما أن الحكومة وشريكها الأستاذ وجدي ميرغني يملكان المال.. وهما أعلم مني أن الشبكة ستحقق الكثير من الأرباح والمكتسبات، غير أنها ستكون طفرة للإعلام السوداني وستغير من مفاهيمه الكثير، مع فتح الباب لفضائيات سودانية أخرى لتلج التنافس من أوسع أبوابه »وفي ذلك فليتنافس المبدعون». فقط كيف يتعامل مجلس إدارة قناة النيل الأزرق مع الأمر بكل الجدية وأن ينظر إليه من الزاوية الوطنية، حتى لا يكون ما نسمعه مجرد أخبار تتحدث عن مشاريع مستقبلية مكانها الحبس القسري مع الأوراق في »أدراج» المكاتب. خلاصة الشوف: نتوقع لوزارة الإعلام في بحر الأسبوع القادم أن تخطو خطوات كبيرة في سياستها الجديدة الداعية لرقابة الفضائيات والإذاعات الخاصة.. وأول ما نتوقعه من خطوة هو خطابات صادرة من الوزارة لتلك الفضائيات والإذاعات المخالفة كانذارات أولية .. لأن مجرد التهديد لن يغير من الواقع شيئاً.. ولكن كثير من »المخالفين».. يعملون ويؤمنون بالمثل القائل » الخلي عادتو قلت سعادتو».. فالأمل أن تضرب الوزارة على »الحديد وهو ساخن».. وإلا يكون ما قاله الوزير مجرد » كلام وشالو الهواء»..