أعلم عزيزنا القاريء الكريم أن مدينة الدروشاب المعروفة، والتي يفصل بينها والحلفايا خط السكة الحديد المتجه لشمال السودان.. كانت حتى (الستينيات) قرية صغيرة، وأغلب سكانها ينتمون الي قبيلة البطاحين المعروفة، إضافة لبعض القبائل الأخرى. حيث كانت تمتاز بالعراء الواسع المستخدم كمراعي ومزارع مطرية, وتسميتها الحقيقية هي (قوز الدريشاب) بكسر الدال والراء معاً. وذلك مأخوذ من اسم القبيلة، إذ أن جدهم الكبير كان يدعى (دريش).. وهذه المعلومة أخذناها من العم المرحوم محمد ود جمعة البطحاني بحوش بانقا- واظنها معلومة (جديدة لنج)- نهديها لقاطني مدينة الدروشاب ليضيفوها لمعلوماتهم التاريخية.. والآن وبحمد الله تحولت لمدينة كبيرة، بها (محلية) تضارع الأخريات وربما تتخطاهم، ولكن مع الأسف الشديد فإن الخدمات الأساسية بها ليست على ما يرام.. وعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ مشكلة تصريف مياه الأمطار، والتي تعتبر من أكبرالمشاكل، إذ أنها تعرض المنطقة الى كوارث السيول فتهدم المنازل، معرضة حياة الناس للخطر بسبب صعوبة نزول المياه لمجرى للنيل كما يحدث في بقية الأماكن.. لأن المنطقة بطبيعتها (واطية) ويفصلها من الناحية الغربية شارع المعونة بمناطقه (العالية) الممتدة حتى النيل، وبذلك يمنع التصريف كلياً.. عليه وفي اعتقادنا أن الحل الناجز والساهل لهذه المعضلة، هو أن ينشأ لها نظام (اشبه بالمعمول به حالياً في تصريف مياه الأمطار بمنطقة غرب الخرطوم وحي المقرن مثلاً: فهي تجمع في مترات بغرف مسقوفة) داخل منطقة غابة السنط، ثم يتم رفعها بعد ذلك بطلمبات كبيرة (لأعلى) لتصب داخل الغابة جنوب جامعة السودان.. ويمكن للمرء مشاهدة ذلك إذا وقف على ترس الغابة، أيضاً هذا النظام مطبق في منطقة (آخرى) وهو تصريف مياه القسم الشرقي بالخرطوم، وبنفس الطريقة وتنتهي بالجدول المجاور لصهريج الغابة (بينما محطته الدافعة موجودة جوار نادي التنس والسفارة الكويتية).. وهذه المنشآت كلها موجودة الآن وتعمل بكفاءة منذ العقود الاستعمارية حتى اليوم وهذه المعلومات كلها مؤكدة.. لأن شخصي الضعيف كان يعمل مهندساً بورش محافظة الخرطوم لمدة ناهزت العشرين عاماً.. والآن تجدوني على أهبة الإستعداد لاي استشارات أو مساعدة (إن دعت الضرورة) عليه وبدوري أهدي (المعلومة برمتها) لابننا البار الأستاذ/ عبد العظيم صالح رئيس تحرير هذه الصحيفة، باعتبار أن منزله يتواجد هناك (بقوز الدروشاب) أملاً في شخصيته الفذة الإستفادة من تلك المعلومة لينقلها بدوره (لمحليته الكبرى بكل اركان حربها) بغرض التنفيذ.. مع علمي التام بأن (كل شئ) من آليات ومعدات موجود وبكثرة في الشؤون الهندسية.. فهل من خطوة جريئة بالتحرك لإزالة هذا المنكر (يا أصحاب المصلحة الحقيقية).. نأمل ذلك. مع سلامنا للجيمع بالبداية والختام. الخرطوم الحلة الجديدة