٭ هرولت السيدة «هاجر» عليها السلام عند بحثها على الماء بوادى طوله حوالي 400 متر محصور بين جبلين بمكةالمكرمة، يسمى الأول الصفا والثاني المروة، وبدأت هرولتها بعد مسافة 55 متراً تقريبا ً من جبل الصفا.. وقد خّلد الله سبحانه وتعالى هذه الهرولة بشعيرة مباركة إلى يوم القيامة، فليس غريبا ً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تهرول بحثا ً عن الماء في كل مكان . ٭ خصوصية (الهرولة) للرجل مع أن الفاعل لها إبتداءً امرأة، هي هاجر أم اسماعيل عليه السلام، تخيل معي عزيزي القاريء لو هرولت النساء في السعي بين الصفا والمروة .. يحترم الاسلام المرأة فحينما هرولت هاجر في وقتها كانت لوحدها وصعودها للجبل تبحث عن من يساعدها فلعلها تجد ماء ً أو منقذا ً لرضيعها ، ولكن الآن هناك اختلاط بين المرأة والرجل في السعي وركضها ليس فيه كمال الحياء، ومن جمال تكريم المرأة أن تمشي على رسغها .. ورغم ذلك المرأة عندنا في السودان تسير هذه المسافات لتحمل الماء على رأسها وتتدرب على هذا الأمر من بواكير عمرها، فالحصول على الماء بعد هذا الجهد المضني سنة تذكرنا بتفريج الهم وتنفيس الكرب لمن توكل على الله، كمال التوكل وأحسن الظن بالله، وهو من يملك مقاليد الأمور.. تفجرت المياه بقدم نبي وجناح ملك فكانت بئر زمزم علاجاً وشراباً وغذاءً إلى يوم القيامة. ٭ عنصر الماء في تاريخ الرسل لم يكن ذات معنى واحد.. فنوح عليه السلام كان تقياً صادقاً أرسله المولى عز وجل ليهدي قومه إلى الدين الحنيف، وينذرهم عذاب يوم عظيم فكذبوه وعصوه، وبعد ألف سنة إلا خمسين.. وهو يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام فيئس نوح من إيمان قومه.. فقضى الله سبحانه وتعالى بهلاكهم بالغرق.. فتفجرت العيون من الأرض ونزل الماء من السماء، وكانت أمواجها كالجبال . وهود عليه السلام دعا قومه إلى عبادة الله، وقال لهم مالكم من إله غيره.. ووعدهم إذا تابوا أن يرسل الله عليهم السماء مدراراً.. معجزة رسول الله صالح عليه السلام هي الناقة التي أخرجها الله لقومه من الصخرة، فكان من شأنها أن لها شرب يوم ولقومه شرب يوم.. وفي يوم شربها يشربون من لبنها، فكانت تشرب في اليوم الواحد ما يشربه قوم صالح كلهم من الماء، وتدر من اللبن مثل ماتشرب من الماء . لوط عليه السلام بعد أن رفض قومه تقوى الله خسف الله بهم قريتهم «سيدوم» وجعل عاليها سافلها، ويقول التاريخ إن مكان هذه القرية تكونت بحيرة لوط أو البحر الميت . وصاحب الحوت سيدنا يونس عليه السلام جاءت قصته في القرآن الكريم أربع مرات ترك أهل (نينوى) مغاضباً وإتجه للبحر وركب السفينة، وما أن ابتعدت عن الشاطئ هاجت الأمواج وتحكي سيرته العطرة عن القائه في البحر، فيلتقمه الحوت، فصار حيوان البحر منقذاً لرسول الله يونس . ٭ سيدنا موسى عليه السلام أكثر الأنبياء تعاملاً مع المياه، ففيه التقطته أمه في اليم حينما خافت عليه، موسي عليه السلام وجد زوجتة في مورد ماء ووصفتة بالقوى الأمين، موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ً من الماء، موسى عليه السلام التقى بنبي الله الخضر في مجمع البحرين، موسى عليه السلام قضى الله سبحانه وتعالى بهلاك عدو الله وعدوه بالغرق في الماء. ٭ بلقيس ملكة سبأ حينما أتت إلى سليمان عليه السلام ورأت عقيدة قومها تتهاوى أمامه، قيل لها أدخلي القصر، فلما نظرت لم تر الزجاج ورأت المياه وحسبت أنها ستغوص في البحر وكشفت عن ساقيها حتى لاتتبلل ملابسها.. ونبهها سليمان دون أن ينظر ألا تخاف على ثيابها من البلل ، بأنه ليست هناك مياه بل إنه صَرح ممرد من قوارير، في هذه اللحظة أعلنت إسلامها واعترفت بظلمها لنفسها .. يوسف عليه السلام حينما أراد إخوته أن يتخلصوا منه جعلوه في غيابات الجب وانقطعت عليه أبواب الأرض.. صناديد قريش من أعظم الأعمال التى يتفاخرون بها هو سقي الحجيج . سيدنا أيوب عليه السلام كافأه الله سبحانه وتعالى هو وزوجته رحمة بأن خلع ثوب المرض والضعف وارتدى ثياب العافية بفضل أمر نبي أن إضرب برجلك الأرض يا أيوب وأغسل بدنك وارتو من الماء الطاهر المتدفق وإرتوت الحقول وكانت المياة هى عودة الحياة لسيدنا أيوب خاتم الأنبياء والمرسلين صاحب المعجزات في تعامله مع الماء، التقى ذات مرة مع العاص بن وائل فتحدث العاص حديثاً يقلل فيه من شأن الرسول الكريم الحليم، فرد المولى عز وجل على لسان جبريل عليه السلام (إنا أعطيناك الكوثر) وهو نهر في الجنة يجري بياضه بياض اللبن وأحلى من العسل وحافتاه خيام اللؤلؤ . محمد صلى الله عليه وسلم كان على موعد تاريخي مع الماء ليصنع أكبر حدث إسلامي على بعد 130 كيلو متر جنوب غرب المدينةالمنورة.. حينما أراد أن ينتصر على مكة.. وقد ألقت بأفلاذ اأكبادها، فسارع الرسول مسرعاً إلى بدر ليسبقوا قريشاً إلى مائه.. قام بحرمانهم من المياه، وسميت أكبر وأهم موقعة في الاسم بموقعة بدر.. وكان الماء هو السلاح الأول المستخدم . في كتاب الله القرآن الكريم ورد فيه ذكر ( 23 ) نوعا ً من الماء لكل واحد منه طبيعته الخاصة، ووردت فيه كلمة الماء ( 63 ) مرة، وغالب ورودها بمعنى النعمة: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون» ويظل المسلمون يرددون الآية الكريمة «وجعلنا من الماء كل شيء حي) وقد وردت في سورة الانبياء كانها إشارة إلى ربط الأنبياء بالماء لأهميته. ٭ وزير الزراعة ولاية الخرطوم