٭ ظلت صحافتنا السودانية منذ عهود خلت تضطلع بدور كبير لا تخطئه العين ولا يعلو حاجبها دهشة بالمهنة ولذتها وواجب الرسالة الهادف وشرف العمل الباذخ فى بلاط صاحبة الجلالة !! فهى تاريخ تليد و حاضر أصيل ومستقبل زاهر. ٭ فتلك المعانى هي القيم الأصيلة الرفيعة المقام للعمل الصحفى .. واليوم ينال قلمي حريةً وشرفاً وتيهاً للكتابة بلا قيود عن صحافتنا إحدى أضلاع مثلث سُلطتنا الرابعة الثلاثة (الإذاعة - التلفزيون - والصحافة) كمهنة لها متطلبات وعليها واجبات . فالإعلام بشموليته أصبح صناعة العصر الحديث وتجارة رابحة لا محال .. ولكن تنال منها أحياناً سهام الخسارة والكساد والبوار.. ذلك إن لم نحسن تجارتها وتسويقها.. و إن أحسنا رَبِحت تجارتنا سعة فى بلوغ الأهداف والمقاصد المرتجاة .. فمهنة الصحافة تتطلب مِنًّا أولاً فضاءً رحباً للعمل.. وحرية للتعبير بلا مهددات وبلا رقابة ضيقة !! كيما تقوم بدورها على أكمل وجه.. مع ضرورة إحترام السياسات واللوائح المنظمة لعمل الصحافة.. وكذا الحال في سياسة الدولة والتى تهدف أيضاً للحفاظ على أمن ومكتسبات الأمة كواجب أصيل تمليه العقيدة وينتظره الآخرون وهى خدمة رفيعة أيضاً تضطلع بها الدولة وفق سياسات و أعراف و أخلاق مماثلة. وقناعة منًّا راسخة بدور الصحافة في حياتنا نتمنى من القائمين على أمر بلادي الاهتمام المتزايد والمتلاحق بقضايا الصحافة المختلفة من إصلاح للقوانين المنظمة للمهنة والتي تفعل أو تحد من أدئها.. كما تعهد بذلك السيد الفريق أول ركن بكرى حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية عند لقائه وفد الصحفيين العرب بمكتبه فى إطار فعاليات إجتماع لجنة الحريات بإتحاد الصحفيين العرب والذى إنعقد بالخرطوم مؤخراً خلال شهر أغسطس المنصرم.. ونتطلع أيضاً للاهتمام بقضايا العاملين في الصحافة من إمتيازات وحقوق و(حصانة المهنة) والتى تضمن لهم مباشرة عملهم فى جو معافى وآمن حتى لا نسمع و نشاهد و نقرأ لمثل ما حدث من قبل للصحفيين والصحفيات من تصرفات لا تليق بمقامهم فى بعض دور مؤسساتنا الرسمية والعامًّة !! ومن المتطلبات الأخرى والتى نناشد بها من أجل الإرتقاء بالصحافة السودانية ودعم مؤسساتها المختلفة وتفعيل دورها كالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات والإتحاد العام للصحفيين ونيابة الصحافة والمطبوعات فهى معالم ُُ في الطريق !! وواجبات المهنة والتى نشير إليها بإشارة حمراء عدم الإخلال بالمسؤلية الاخلاقية للمهنة، ذلك فضلاً على العمل بحيادية تامة متجرِّدة بعيداً عن الانتماءات والولاءات ... كذلك التقاضى عن الصغائر والمثبطات للعزائم وغيرها حتى نبرز المهنة الصحفية في ثوب قشيب يجمل صحافتنا السودانية سلوكاً وحضارة ورسالة . وإن لم تتوفر تلك المتطلبات والواجبات والتى زهدت فى طرحها فبالتالي صحافتنا وأقلامنا لا تصلح للنشر والكتابة وستشيع إلى مثواها الأخير !!