احتدم الجدل والنقاش حول حقوق وواجبات الصحفي من قبل بعض الناشرين ورؤساء التحرير والصحفيين بالمجلس القومى للصحافة والمطبوعات أمس في المنتدى الذى حمل عنوان وإستهل المنتدى الخبير على شمو بنصحه الصحفيين بضرورة معرفة حقوقهم داخل مؤسساتهم الصحفية بالاضافة لمعرفة الواجبات التي عليهم وقال لا يخفي على احد ان هناك صراعا مكتوما مابين الناشرين والصحف، ومن جانبنا نطالب بادارة حوار هادئ ومقنع ليعرف كل ذى حق حقه، وأشار شمو الى ان عددا من الصحفيين يجهلون الكثير من البنود ولوائح وقوانين الصحافة، وأيدت معظم مداخلات الحضور ما ذهب اليه الخبير على شمو بان الصحفيين يفتقدون للسند والدعم الذي يحمي حقهم ابتداء من ابرام الصحفي لعقد العمل مابينه والمخدم وحمل المتحدثين المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والاتحاد العام للصحفيين السودانيين انعدام الدور الرقابي على الصحف ومساندة الصحفيين في المطالبة بحقوقهم عند الاستغناء عنهم من قبل الصحف. حيث قدم الدكتور ياسر محجوب ورقة حملت عنوان المنتدى «حقوق وواجبات الصحفي» وقال ان اهم كوابح وموانع حصول الصحفي على حقه يتمثل فى ضعف المؤسسات الصحفية نفسها، ما جعل مجال الصحافة مهنة غير جاذبة للعمل من قبل الكفاءات الصحفية، واوضحت الورقة ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان عملية اصدار الصحف اصبحت تتم بصورة فردية ولم تتجاوز مفهوم التجارة التقليدية ما جعلها فقط ملاذا لمن لا مهنة له واضاف ياسر ان معظم الشركات المالكة للصحف بها مخالفات في شروط خدمة العاملين وليست لديها لوائح او قوانين منظمة تنعكس عليها رؤية واضحة لحقوق وواجبات الصحفي واشار الى ان الخلل الكبير يكمن في مخصصات الصحفي المالية والتي كان نتيجتها الاعداد الكبيرة للصحفيين امام مكتب العمل للمطالبة بحقوقهم المالية ما يؤكد التقصير الواضح من قبل المؤسسات الصحفية تجاه العاملين بهذه المؤسسات. واجمعت مداخلات الحضور من الوسط الصحفي على ضعف الرقابة وعدم التطبيق الصحيح للتشريعات والقوانين التي تحمي حقوق الصحفيين. وقال رئيس دائرة الصحافة بالمؤتمر الوطني عبد الملك النعيم في مداخلته ان القصور وضعف التشريعات والقوانين التي تحمي وتؤمن حقوق الصحفي هى واحد من الأسباب والمعيقات التى تعترض مهنة الصحافة وطالب النعيم المؤسسات التي تصدر الصحف بالتأكد من اجازة الهيكلة داخل الصحيفة ودعا ايضاً إتحاد الصحفيين الى الانتقال من دائرة ترقية المهنة الي العمل على حقوق الصحفيين وانتقد قصر دور الاتحاد على الاكتفاء بالادانات واصدار البيانات فقط وقال انها وسائل الضعيفة وشدد النعيم على ضرورة وجود بند للتدريب داخل الصحف بمجرد انشائها لافتاً الى ان بعض المؤسسات الصحفية تعاني من الضعف الشديد بحيث يعمل بعض الصحفيين من غير عقود تحمي حقوقهم. ومن جانبه طالب عضو مجلس الصحافة والمطبوعات الدكتور النجيب آدم قمر الدين بضرورة ان تعترف الدولة بدور الصحافة ودعمها باعتبارها جزء من مكونات الدولة ونوه قمر الدين الى ان عدم تاهيل الصحفي يؤدي الى ضياع هيبته في المجتمع الا ان نقيب الصحافيين السودانيين الدكتور محي الدين تيتاوي قال ان المسألة ليست قضية حقوق وواجبات فى المؤسسات الصحفية واوضح ان قضية الصحافة اكبر من ذلك بكثير ، وقال ان عددا من الصحفيين العاملين في هذا المجال لا يعرفون حقوقهم وحدود واجباتهم وتأسف تيتاوي الى عدم إستفادة الأجيال الحالية من تجارب خبرات قدامى الصحفيين وانتقد نقيب الصحفيين السودانيين عدم وجود هيكل وظيفي داخل الصحيفة يعطي الصحفي حق التدرج في العمل حتى الوصول لرئاسة التحرير مرورا بكل اقسام الصحيفة وطالب تيتاوي بضرورة تامين حقوق الصحفي في الاجازات والعمل الاضافي وتضمينها في العقد المبرم مابين الجانبين وطالب قبل ذلك الصحفيين بضرورة معرفة حقوقهم وواجابتهم تجاه الدولة والتفريق في التعامل مابين الحكومة والدولة. وقال عبد الله الاردب عضو مجلس الصحافة ان استصحاب المعادلة ما بين الحرية والمسؤولية في قضية حقوق وواجبات الصحفي امر ضرورى من صميم المهنة وطالب الاردب باعادة بناء الصحف وفق منهج علمي يتبعه تقييم كامل من قبل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ومراقبة للصحف بشكل دوري، وتساءل رئيس تحرير صحيفة اليوم التالي التي توقفت عن الصدور بعد شهرين فقط من تاريخ بدايتها فتح الرحمن النحاس عن مسؤولية الدولة تجاه الصحفي. وقال ان الصحفي له حقوق على الدولة وقلل النحاس من وجود ناشر في الصحف السودانية قلبه رحيم على الصحفيين وطالب بضرورة تفعيل القوانين المنظمة لمهنة الصحافة .