ظلت المرأة السودانية وعلى مدى قرون تكافح وتنافح من أجل عزتها وكرامتها وحفاظاً على القيم السامية والنبيلة دون خدش لحيائها.. ولظروف الدنيا القاسية تتعرض بعض النساء لحالات الطلاق المتفشية في الآونة الأخيرة لأسباب عدة، منها هروب الزوج من تحمل مسؤولياته لتخرج النساء إلى الأسواق للكسب الحلال، أحياناً ببيع الشاي واخص اللواتى يقمن ببيع الخضار على أرصفة الطرقات، فهن يخرجن في الصباح الباكر، لعرض سلعهن المتمثلة في الخضر والبهارات في عز البرد القارس تارة ولفحة الشمس الحارقة تارة أخرى، ونظرات الارتياب من بعض المتشككين في غالب الأحيان.. والمعلوم أن المرأة السودانية على مر التاريخ تكسب بعرق جبينها وإن أدى بها ذلك إلى التهلكة، دون التفكير ولو للحظة لنيل الأموال الحرام بعرض مفاتنها لمريضي النفوس. وهنا تحضرني المقولة الشهيرة «الحرة تموت ولا تأكل من ثدييها»، ومن هنا أناشد المسؤولين بالدولة لتنظيم أسواق نموذجية لنساء هذا الوطن الشامخ لحفظ كرامتهن ونيل لقمة عيش شريفة، سيما وأنهن ينتظرهن زغب حواصل هم في أشد الحاجة إلى دراهم معدودة لمواصلة دراستهم وسد رمقهم. إن الحملات الجائرة التي تتعرض اخوات مهيرة بت عبود وفاطمة احمد ابراهيم من نساء بلادي لا تليق بدولة المشروع الحضاري، وعلى وزارة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم التي تعتلي الأستاذة الشابة أميرة الفاضل رئاستها، أن تقف بصلابة وقوة مع تلك الشريحة الضعيفة.