٭ قبل أيام تحدث السيد وزير الإعلام عن سحب تراخيص الإذاعات الخاصة المخالفة للوائح البث والتي تبث غناءً هابطاً ، إستبشرنا خيراً بعد أن سمعنا للوزارة صوتاً في هذا الشأن بعد صمت طويل، وظللنا طوال فترة ما بعد حديث السيد الوزير نرصد آداء بعض تلك الإذاعات، وكانت خلاصة المراقبة والإستماع ألا شئ جديد يذكر والحال (ياهو ذاتو الحال)، قرصنة على حقوق المبدعين نهاراً جهاراً.. والإعتماد علي الأغنيات الأجنبية بشكل كبير وبرامج فقيرة فطيرة بلا مضمون لا تخرج من كونها (ونسة) وضياع زمن وضياع (رصيد) لأن معظمها يعتمد على الإتصالات الهاتفية، مما أكد أن حديث السيد الوزير (شالو الهواء) وأكد أنه لا رقابة على أداء تلك الإذاعات، وبالتأكيد هذا (الطناش) هو تشجيع ضمني على الجرائم التي ترتكب في حق الثقافة السودانية، وعندما نصف ما يحدث بأنه (جرائم) فذلك ليس من (التهويل) ولكنه الحقيقة، لأن أي فعل يتهدد هويتنا هو عندنا من أبشع الجرائم، وعندما تساهم تلك الإذاعات في إنتشار الأغنيات العربية والأجنبية على حساب أغنيتنا السودانية هو بلا شك طمث للهوية السودانية وهذا جريمة، وضياع حقوق المبدعين هو قتل معنوي لهم ، وذلك جريمة . ٭ وحتى لا تتواصل هذه الجرائم ، وحتي لا نكون كمن يبكي على اللبن المسكوب، نقول لوزارة الإعلام ومن بعدها وزارة الثقافة، لم يفت شئ بعد، ويمكن الآن تكوين لجان لمراقبة أداء الإذاعات الخاصة، وكذلك لجان رصد بمجلس المصنفات ترصد المواقع الإليكترونية المتخصصة في نشر الغناء السوداني (جميلة وقبيحة)، ولا نظن أن ذلك يمكن أن يكلف الوزارتين شيئاً، وقد يكون ذلك بداية صحيحة لتصحيح الأوضاع والحال (المائل) الذي كاد أن يسقط على رأس هويتنا السودانية ويجهز عليها تماماً، نحن لا نتجنى على الإذاعات الخاصة، ولا ننكر أن بعضها يقدم ما فيه فائدة المستمعين، ولكن الغلبة والجلبة ل (البراميل الفارغة) المتخصصة في طمث كل معاني الجمال في قيمنا السمحة، وتمارس قرصنة واضحة على حقوق المبدعين، وأتحدى إذاعة واحدة من هذه الإذاعات قامت بتقديم أغنيات لمبدعين كبار من عمالقة الغناء في السودان من أمثال عثمان حسين ومحمد وردي وعبد العزيز داؤود وغيرهم ، لكنها تقدم ل (نكرات) من صغار الفنانين والفنانات، لا يعرفون ألف باء الإحساس بالغناء، وهي تعتمد علي هؤلا حيث أنهم لا يكلفونها شيئاً يذكر، وربما يدفع بعضهم للإذاعة لتبث أغنياته والحصول علي شهرة (مزيفة). ٭ خلاصة الشوف : شكراً مجلس المهن الموسيقية والمسرحية علي تحركاته (الأخيرة) الجادة لتطبيق القانون وحسم التفلتات الخطيرة التي تمارس ضد المجتمع باسم الفن، وتحية خاصة لأمينه العام قائد تلك التحركات، الفنان المبدع د. عبد القادر سالم، مع الأمنيات أن يخطو أمين عام مجلس المصنفات نفس الخطوات في ثورته على (الفوضى).