٭ يعتبر العازف المعروف عبد الله عربي أحد عباقرة العزف على آلة (الكمنجة) كما يعتبره عدد كبير من الفنانين الأب الروحي لكل من احتضن (كماناً) .. والمعروف أن طريقة العزف التي يتعامل بها هذا المبدع مع (كمنجته) تحمل من الرقة والشفافية ما يجعلك تحس بأنك تتمشى على أطراف غيمة، أكد لى أحد الموسيقيين أن عبقريته في العزف يفترض أن تدرَّس في أعظم الكليات المتخصصة في علم الموسيقى.. الذي يؤلمنى أننا تعودنا دائماً أن نتعامل مع العباقرة من أبناء شعبنا بتجاهل تام ثم نعود لنبكى عليهم كثيراً عندما يغادرون إلي الطرف الآخر من الشمس. ٭ أطلقت مؤسسة سويدية حملة بلغت تكلفتها حوالي 051 ألف دولار بهدف نشر المحبة والسلام بين المواطنين تحت عنوان (قل مرحباً) يبدو أن هذه المؤسسة قد اكتشفت أن الابتسامة برغم رقتها هي الأقدر على تحويل غابة الحزن إلى زهرة بيضاء، ترى ماذا لو تعاملنا بهذه الابتسامة الطفلة؟ أعتقد حينها أن دخان البنادق المعبأة بالغدر لن يتردد في أن يكون عطراً لعروس في ليلتها الأولى ٭ من المعروف أن شجرة السنديان هي أكثر الأشجار اخضراراً في العالم، إلا أن أوراقها الخضراء تحمل بين طياتها الملايين من الديدان الصغيرة لا ترى بالعين المجردة، ذكرني ذلك ببعض الناس تراهم فتشعر أنك أمام وجه لقديس وهم في حقيقتهم وجه لقبح مستتر تقديره للناظرين، هكذا هم تماماً مثل أشجار السنديان خضرة تكاد أن تضئ من الخارج وعتمة من الداخل تعجز عن إضاءتها ألف شمس. ٭ قال لي الفنان الراحل محمد وردي إنه علم من عدد من نساء الحي الذي شهد رعشة ميلاده الأولى أن صوت والدته كان جميلاً.. وأنه ربما ورث عنها حلاوة الصوت الذي يقطر عسلاً .. قلت له هناك رواية تقول إن صوت (جوليا) طفلتك الزهرة فيه من العذوبة ما يجعله منافساً لصوت والدها، فأجاب باسماً حتى وإن كان كذلك فإنه صوت محكوم عليه أن يظل موزعاً بين أطفالها سلاماً يستدفئون به.. وقال علينا أن نؤكد أن التفرغ للأمومة له من التعظيم ما يمنحه الحق في أن ينال انحناءة ملكية. ٭ تعودت الشمس دائماً أن يتأخر شروقها لمدة ثلث ساعة تقطعها متنقلة بين أحضان جبال التاكا تمضيها في حالة من الأنس والمؤانسة مع تلك الجبال، ثم تبدأ بعد ذلك في الكشف عن وجهها لبقية المدن، قلت هذا الكلام لأخي الراحل عمر الدوش عليه الرحمة إن الشمس ظلت تواظب على هذا التأخير لمدة تقدر بالمئات من الأعوام لم تتأخر خلالها ثانية واحدة.. لم يصدقني (الدوش) ولكنه تأكد من حقيقة ما أقول، بعد أن نظر إلى ساعته فرأي بعينيه أن الشمس قد تأخرت بالفعل للمدة المشار إليها.