بدأت السياحة في السنوات الأخيرة تخطو خطى واسعة في زيادة الدخل القومي للبلاد للاهتمام الخارجي بالسياحة برغم وجود عوامل كثيرة منها الصراعات والنزاعات الداخلية بالبلاد والتي يرجع الخبراء في مجال السياحة الى أنها من أولى عقبات تقدم السياحة من ناحية استقدام السياح من الخارج وتخوفهم من الاوضاع الداخلية بالبلاد. ومن ناحية أخرى عدم وجود بنى تحتية من طرق ومياه وكهرباء وخدمات وبنى فوقية من نزل وفنادق سياحية في مناطق الجواذب والمقاصد السياحية. وتشير تقارير منظمة السياحة العالمية إلى أن السودان من أغنى الدول في السياحة من ناحية المقاصد وأنواع السياحة إذ تدخل كل أنواع السياحة داخل مناخات السودان عدا سياحة التزلج بالجليد، إلاَّ أن هنالك ولايات تعد الأولى في مجال السياحة أو ولايات معروفة بازدياد اعداد السياح عليها بمختلف اغراض السياحة التي يقصدونها في هذه الولايات سواء أكانوا السياح من خارج السودان أو داخله. وأوضح علي محجوب عطا المنان - وكيل وزارة السياحة والآثار والحياة البرية - أن عدد السياح في العام 2009م وحتى سبتمبر وصل الى (521.700) سائح من خارج السودان وذلك وفق تعريف السائح لدى منظمة السياحة العالمية، مشيراً إلى أن ولاية الخرطوم من أكثر الولايات جذباً للسياح وذلك لأنها تحتضن الكثير من المؤتمرات بكل أنواعها (علمية ورياضية وثقافية أخرى) ويعتبر كل الوافدين لهذه الفعاليات من السياح إذ تدخل كل منصرفاتهم من (أكل وشرب ومسكن وترفيه) في الدخل القومي. تليها ولايات: البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل وكسلا وسنار. وأشار إلى أن ولاية البحر الأحمر أخذت اهتماماً كبيراً في الفترة الأخيرة في جميع المجالات ذات الصلة بالسياحة من بني تحتية ونزل وفنادق وقرى سياحية فهي الأكثر جذباً في الفترة الحالية.وتباينت احصائيات الولايات بتباين أنواع السياحة الموجودة بها فقال الصادق عوض - مدير إدارة السياحة بالولاية الشمالية - أن الولاية الشمالية من أكثر الولايات جذباً للسياح من الخارج نسبة للمواقع الأثرية الموجودة بالولاية مشيراً إلى أنه حسب الاحصائية المرصودة عبر المطارات والمدخل للولاية فقد بلغ عدد السياح الوافدين للولاية (4) آلاف سائح. مضيفاً إلى أن هنالك اعداداً أخرى من السياح من طلاب الآثار بالجامعات.وأكد الصادق انتعاش السياحة الداخلية بالولاية ووصفها بالأولى بين الولايات الأخرى بعد انشاء سد مروي بالاضافة الى المواقع الاثرية بكرمة إذ يوفد لها في أيام العطلات الاسبوعية ما يفوق ال (250) سائحاً. واشار عبد الباقي عجيب - مدير إدارة السياحة بولاية نهر النيل - إلى تنظيم الإدارة لبرنامج سياحة داخلية اسبوعياً تستهدف فيه المؤسسات والمدارس بالولاية يحتوي التفويج على (40 - 50) سائحاً، مبيناً ان الولاية فوجت حوالي (24) فوجاً من داخل الولاية في هذا العام وذلك بخلاف السياحة من الخارج.وقالت اشراقة عبد الحليم - مدير إدارة السياحة بولاية كسلا - ان ادارتها رصدت (75.600) سائح في العام 2009م (22) ألفاً منهم من السياح. مشيرة الى أن السياحة الداخلية هي الأكثر رواجاً في الولاية فهي مدينة شهر العسل الأولى في السودان بالاضافة إلى أنها المضيف للكثير من أهالي بورتسودان خاصة في شهر يوليو وأغسطس وفي سبتمبر في بعض الاحيان لارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة، أما في السياحة الخارجية فيأتي إليها العديد من دول الجوار من أثيوبيا واريتريا بنسب كبيرة بالاضافة إلى المجموعات العربية التي تأتي للصيد وسباقات الهجن بالولاية خاصة في شهر مارس ومخيمات السياح الاوروبيين.