يومان تفصلنا عن انطلاقة الحوار الوطني المزمع قيام جلسته الافتتاحية يوم السبت المقبل بحسب اللجنة الإعلامية للآلية «7+7» التي وزعت رقاع الدعوة لكل القوى السياسية بالداخل والخارج، وقبل أن تسعى إلى إقناع الرافضين منهم بأهمية المشاركة، لكن هنالك حالة من الضبابية السياسية حيال مشاركة كبار زعماء الأحزاب السياسية كالإمام الصادق المهدي ومولانا محمد عثمان الميرغني، من عدمها، في ظل تضارب الأنباء الواردة من الأمة والاتحادي وتباينها بين مشاركة رئيسهيما في عملية الحوار وممانعتهما الأمر الذي يفرض على أرض الواقع سؤالاً مفاده هل غياب الكبار سيؤثر على سير عملية الحوار؟ ٭ المؤسسية هي الأهم: لكن القيادي بالشعبي بشير آدم رحمة قلّل من آثارغياب زعيمي الأمة والاتحادي الأصل من مشاركتهم الشخصية في جلسات الحوار الوطني المزمع انطلاقته السبت المقبل، وقال ل (آخر لحظة) إن غياب حاملي السلاح إذا وقع سيكون هو الحدث الأبرز تاثيراً على مجريات الحوار، وإن غياب الشخصيات لن تكون له أهمية بذات التي للمؤسسات، معتبراً أن مخرجات الحوار وإن جاءت من قبل المؤتمر الوطني لوحده دون بقية القوى السياسية وكان بها ما يحقق تطلعات المواطنين في السلام والإصلاح ستكون محل اهتمام سياسي من الجميع، و بذات الفرضيه إذا شارك الكبار من زعماء الأحزاب ولم يكن لمخرجات مداولاتهم أصداء شعبية في حل أزمات البلاد فما هي فائدة وجودهم ضمن عملية الحوار؟ ٭ حيلة سياسية: ومن جانبه أشار القيادي بالاتحادي الأصل علي السيد المحامي إلى أن الحوار الذي يدور في الساحة هو حوار خيوط سياسية يتم نسجها بين الوطني والشعبي، وهذا ما دعا الشعبي إلى الحرص على ضرورة أن يستمر الحوار، واستصحاباً لهذا الواقع السياسي الغامض فإن مخرجاته قد أسفرت نتائجها عن رفض زعماء الأحزاب ذات الثقل الجماهيري كالاتحادي الأصل والأمة من حضورها الشخصي، لأن السيناريو السياسي من قبل فكرة الحوار هو إلهاء القوى السياسية بالركض والتفكير حول مخرجاته، والحكومة الآن تجتهد في أن يكون المهدي ضمن المشاركين فيه لإضفاء مشروعية سياسية عليه، وهي في تقديري حيلة سياسية لن تنطلي على أحد. ٭ قضيه منتهية: وقال القيادي بحزب الأمه القومي محمدالمهدي إن غياب الأحزاب عن المشاركه في الحوار يعني موته قبل أن يبدأ، وإن الحزب الذي يدخل مع المؤتمر الوطني في الحوار فإنه في الواقع يحاور نفسه، وهي رؤية سياسية غير الرؤية المطروحة، مضيفاً بأن الحوار بهذه الطريقة ضياع للمال والوقت والجهد، وأن مقاطعة زعماء الأحزاب والحركات المسلحة له لا يقدم ولايؤخر.. لأنه قضية منتهية.. موضحاً بأنه سيكون كسابقيه وسيمنى بالفشل الذريع ٭ بمن حضر: وقال الناطق باسم حزب البعث محمد ضياء الدين إن سيرالحوار بغير مشاركة قادة الأحزاب الفاعلة والحركات المسلحة لن يأتي بمخرجات مجدية، ولذلك نجد المؤتمر الوطني يحاور الآن الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية وبعض الأفراد الذين خرجوا من داخل تنظيمه، وبالتالي فإن أي مخرجات يخرج بها لاتمثل إلا القوى التي شاركت في هذه الدعوى، لذلك لا نراهن على أي حوار لايفضي لحل الأزمه الوطنية.. ولا نعوّل عليه وعلى مخرجاته، مضيفاً أن نتائجه لن تكون لديها القدرة على وضع أي معالجة للأجندة، وسيفشل حوار المؤتمر الوطني وسيكون بمن حضر، كما فشلت انتخاباته وتمت بمن حضر. ٭ كبار على الحوار: وفي غضون ذلك قال القيادي بالوطني ربيع عبد العاطي إنه لا يستبعد مشاركة زعماء الأمة والاتحادي في مجريات الحوار، لأن للسياسة رمال متحركة ليس بها ثبات في المواقف، ومن هذا المنطلق لا سبيل للمهدي والميرغني للخروج إلى مواقف سياسية جديدة إلا عبر الحوار، وفي اعتقادي ليس في العمليات السياسية هنالك كبار على الحوار.. وفي ذات الصعيد قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية البروف محمد الأمين إن وجود زعماء الأحزاب و مشاركتهم في الحوار تمثل ضرورة حيوية لدفع القضايا مسار الجدل إلى الأمام، وبالتالي عدم مشاركتهم لن تحقق لهم الأهداف العليا المرجوءة منه، ولن يفضي إلى نتائج وتنازلات تشمل كل الجهات السياسية الملتفة حوله، حتى يصلوا عبره لأهداف سامية تخدم الوطن عامة.