عندما تمر بنا لحظات نحتاج فيها إلى أن نتذكر أهمية أن يكون لنا وطن نرتمي في أحضانه لنشعر بالأمان، الذي فقده كل من تعنت وتصلب في موقفه ورفض الصلح رغم أن المثل يقول (المابي الصلح ندمان)، أجد نفسي أدندن بكلمات الشاعر محمد عثمان عبدالرحيم، (أنا سوداني) والتي يؤديها بجدارة العطبراوي فهي.. من أجمل ماكتب في الوطن والمواطن، ورغم طول عمر القصيدة إلا أنها تعالج المشاكل وتحارب الفتن فهي تمثل منهجاً متكاملاً للتربية الوطنية.. كما أن التجربة أكدت أن أبناء هذا الوطن يلبون نداء الوطن متى ما اقتضت الضرورة وأهم ما قيل في هذه القصيدة (أيقظ الدهر بينهم فتنا ولكم أفنت الورى الفتن) ونحن نتمنى أن نستطيع أن نتجاوز محننا وفتننا التي نغذيها بمواقفنا المتصلبة والمتعنتة، ونتمنى أن ينخرط الجميع في الحوار الجاري الآن حتى لا نندم على ما فات... وفيما يلي أهدي نص قصيدة (أنا سوداني) لكل المؤتمرين وللرافضين للحوار.. كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن نتغنى بحسنه أبداً دونه لا يروقنا حسن حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن بسخاء بجرأة بقوى لا يئن جهدها ولا تهن تستهين الخطوب عن جلد تلك تنهال وهي تتزن أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن نزحوا لا ليظلموا أحداً لا ولا لا اضطهاد من أمنوا وكثيرون في صدورهم تتنزى الأحقاد والإحن دوحة العرب أصلها كرم والى العرب تنسب الفطن أيقظ الدهر بينهم فتنا ولكم أفنت الورى الفتن يا بلادا حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن فجر النيل في ابطحها يكفل العيش وهي تحتضن رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللدن وتغنى هزارها فرحا كعشوق حدا به الشجن حفل الشيب والشباب معا وبتقديسه القمين عنوا نحن بالروح للسودان فدىً فلتدم أنت أيها الوطن .