برزت في الآونة الأخيرة محاولات من بعض الفتيات والشباب للتغلب على مظاهر البذخ في الزواج واللاتي اتخذن من البساطة شعاراً في الزيجات الخاصة بهن، فكانت مراسم الزواج خالية من أي بذخ وتباهٍ، وهذه المحاولة تجسدت في آخر زيجة من هذا النوع كان فارسها العريس أيمن الذي اكتفى بتقديم مهر رمزي لعروسته إيقان، والتي اكتفت هى الأخرى بارتداء ثوب بلون أبيض دون أن تخالطه أي ألوان أخرى أو زخرفة. العروسة إيقان ظهرت دون أي مساحيق ولم تشغل نفسها وترهق جيب زوجها بتكاليف «الكوافير» أو «خبيرات التجميل»، واكتفت بإظهار جمالها الطبيعي دون أي إضافة رتوش في خطوة وجدت استحساناً من كل الحاضرين، إيقان ومثيلاتها اللاتي أقدمن على مثل هذه الزيجات البسيطة في مظهرها، العميقة في جوهرها أردن أن يسهمن بهذه الخطوة في محاربة ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج ومظاهر التباهي بين الأسر والتي من بينها مكياج العروس عند خبيرات التجميل واللاتي تتراوح أسعارهن بين ألفين ونصف إلى أربعة آلاف جنيه، ووجدت زيجة إيقان استحسان وقبول المواطنين من معارف الطرفين وذويهما وكل من عرف بالقصة، فأيمن وإيقان من أبناء ولاية الجزيرة كانا مسار حديث الناس خاصة وأن العروس حضرت بنفسها عقد القران وكان الأميز شروط الزوجة حصولها على حق الطلاق تفويضاً من زوجها، وأيضاً حصولها على حق عدم تعدد الزوجات إلا في الظروف الخاصة، وتم عقد القران على يد البروفيسور عبد الرحمن البوشي والد العروسة حسب معلومات «آخر لحظة»، زواج إيقان سبقته زيجتان أخرتان بأم درمان والخرطوم، نبذت من خلالهما مظاهر الزواج السالبة المتمثلة في البذخ والتفاخر التي القت بظلالها على زيادة معدلات العنوسة وسط الفتيات وعزوف الكثير من الشباب عن الزواج، ومثل هذه الزيجات تدل على أن المجتمع ما زال ينبض بالخير وهناك أمل في التغيير، فكل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر والأمل في أن تنتشر مثل هذه الزيجات التي تنبذ البذخ المنتشر هذه الأيام بين أفراد المجتمع السوداني والتي تتزايد يوماً بعد الآخر، وكان آخرها ظهور ما يسمى بشاي العريس ليزيد من تكاليف الزواج الأخرى.