أخيرًا وبعد خراب مالطة وسقوط سيّد الأتيام من الممتاز اعترف بشار أبودجانة نائب رئيس النادي بأن الخلافات والمشاكل الإدارية وعدم انسجام أعضاء المجلس كان سبباً أساسياً في هبوط الأهلي من الدوري الممتاز. ورغم أن هذه الاعترافات الخطيرة جاءت متأخرة جدًا وبعد أن وقعت الفأس على الرأس .. إلا أننا لابد أن نُشيد بشجاعة هذا الرجل وهو يعترف جهرًا بمسؤولية المجلس المُباشرة في هبوط هذا النادي العملاق.. بيد أننا كنّا نتوقع منه أن يواصل اعترافاته الشجاعة ويقول بصراحة: أنا من تسبب في زرع بذور تلك المشاكل والخلافات الإدارية منذ أن وطأت قدماي أرض المجلس الذي كان يعيش في وفاق ووئام قبل قدومي. صحيح أن أبو دجانة رجل أهلاوي مخلص وصحيح أنه ظل يقدم جهدًا إدارياً ملحوظاً لا يمكن إنكاره في ظل غياب الكثيرين من أعضاء المجلس إلا أنه ظل على الدوام يفسد جمائل عطائه (بشتارته) الإدارية وتدخله في اختصاصات الغير.. ومصادماته المتكررة مع الرئيس والسكرتير وأمين المال.. ومحاولاته المتكررة لإقصاء بعضهم حتى يتسع له المجال لفرض نفوذه. وحتى لا نظلم بشار فإنّنا نؤكد أن انتقادنا له لايعني بحال من الأحوال براءة بقية أعضاء المجلس من دم الأهلي الذي سُفك على قارعة الممتاز فالحق يقال إن جميع أعضاء المجلس يتحملون المسؤولية بدءًا من الرئيس مبارك محجوب الذي ظل دائمًا مكبلا بقيود السلبية دون أن يجرؤ يوماً على مواجهة وحسم تفلتات مجلسه وإطفاء نار خلافاته الواضحة للعيان أما السكرتير رضوان آدم فلا أحد على الإطلاق يمكن أن ينكر ما قدمه للأهلي من عطاء دفّاق ومتميز.. إلا أن ما يعيبه عليه كثير من الأهلاوية هو لجوئه لتكوين حاشية خاصة به تتمتع بنفوذ كبير وتتولى مسؤوليات إدارية حساسة وخطيرة ومع ذلك أدمنت الفشل الذريع في كل ما يوكل إليها خاصة في التسجيلات المضروبة التي ظل (يقدل) فيها أولاد رضوان بالطول والعرض. أما أمين المال الرجل المهذب الوقور حسن النور.. فقد نفذ صبره بعد أن أحاطت به المؤامرات والدسائس والمكائد (فطممت) بطنه من العمل الاداري ولعله نأى بنفسه عن تلك الأجواء الإدارية المسمومة ومعه ألف حق. الإداري الوحيد الذي يمكن تبرئة ساحته من دم الأهلي المهدر هو عضو المجلس كمال النقر الذي امتلك الشجاعة وأعلن بصوت عال أيام التسجيلات معارضته صراحة لبيع اللاعب بكري المدينة مهما كانت العروض أو الإغراءات بل أعلن دعمه المادي لخوض التسجيلات في سبيل إقناع المجلس بصرف النظر عن بيع اللاعب.. فوعدوه خيرا في الاجتماع الذي عقد مساء وفي الصباح فوجئ بإطلاق سراح اللاعب بعد منتصف الليل.. بل تكفل بعض الأهلاوية القشرة بإحضار بكري المدينة من ضواحي سنار في الساعات الأخيرة من الليل ليلحق بالركب الهلالي المتوجه الى العاصمة تصوروا... ومن يومها (حرن) النقر وجمّد نشاطه ومعه حق. بعودة أخيرة لتصريحات بشار فإننا نعيب عليه قوله بأن الدرجة الأولى هي المكان الطبيعي لسيد الأتيام.. وبنفس المنطق نقولها له صراحة بأن الكثيرين من أعضاء المجلس الحالي مكانهم الطبيعي إدارات أندية الروابط والناشئين.. وليس النادي الأهلي عملاق الجزيرة وسيد الأتيام الذي تعاقب على إدارته رجال عمالقة في وزن أمين عبد الله الفكي وحميدة سعيد والمفتي وابراهيم الماحي وسعادة اللواء الراقي السر أحمد عمر وأبوعموري ومبارك الديبة والسر أحمد عبد الله وشتان ما بين الثرى والثريا. والدوام لله.