بعد ساعات قليلة من منع قيادات المعارضة من السفر إلى باريس للالتقاء بقوى نداء السودان، قرر تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض إلغاء برنامج الزيارة ووجه القيادات التي كانت تعتزم اللحاق باللقاء بعدم المغادرة، حيث أبان إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني أن الخطوة جاءت نتيجة لمصادرة الجوازات التي تمت بحق شخصه وصديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي قبل أسابيع والتي تلتها الأمس الأول مصادرة جوازات جلاء الأزهري رئيس الحزب الاتحادي الموحد، ومحمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي، بالإضافة إلى طارق عبدالمجيد القيادي الشيوعي. ٭ أهداف لقاء باريس إبراهيم الشيخ الذي تحدث في مؤتمر صحفي عقده التحالف بمقر الحزب الشيوعي بالخرطوم أمس، قال إن أهمية لقاء باريس الذي كان من المفترض أن تشارك فيه قيادات المعارضة، تنبع من الحراك الموجود في الساحة واستعصاء الالتقاء بالحركات المسلحة داخل السودان، مضيفاً أن الهدف من البرنامج هو مناقشة القضايا المحورية في البلاد ووضع خارطة طريق لمجمل القضايا، لافتاً إلى أن الجوازات ما زالت بطرف السلطات وأنهم أبلغوا بوجود منشور يمنعهم من السفر للخارج. ٭ أبوعيسى يمثل الغائبين الشيخ كشف عن تكليف فاروق أبوعيسى رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني، بالجلوس مع بقية أطراف نداء السودان إنابة عن التحالف لتعذر سفر قيادات المعارضة، وأبان أن أبوعيسى على دراية تامة بموقف الأحزاب من القضايا المختلفة وبإمكانه أن يعقد حواراً عميقاً، بالإضافة إلى العمل على رأب الصدع بين مكونات الجبهة الثورية، مشيراً إلى أن خطوة المنع من السفر بينت أن النظام لا يلتزم بتعهداته التي قطعها للعالم وأنه ليس جاداً في الحوار. ٭ الشيوعي يكفر بالانقلابات من جانبه قال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب إن المنع من السفر ليس بجديد على النظام لجهة أنه مجبول على عدم تحمل الآخر، وإن كل من أضر بالوطن سيبعد عن ممارسة العمل السياسي حال حدوث التغيير، ولن يشاركوا في انتخابات لفترة محدودة، مؤكداً أن حزبه مع الحريات والديمقراطية بجانب التداول السلمي للسلطة، وكشف أن المؤتمر الخامس للحزب شهد نقداً داخلياً لموقف الشيوعي المساند للانقلابات السابقة وأقر عدم الوقوف مع أي انقلاب حتى لو أتى به ضباط شيوعيون. ٭ هجوم على الإسلاميين الخطيب أقر بوجود اختلافات داخل تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض وبرر ذلك بأنه نتاج تنوع مكوناته، وأضاف لدينا آلياتنا التي تحل وتعالج أية خلافات، مشيراً إلى أن الجبهة الثورية بمكوناتها باتت أقرب لهم من المؤتمر الشعبي الذي قال إنه يحمل أجندة النظام الحاكم وتماهى معه، موجهاً انتقاده للتيارات الإسلامية التي قال ليس للوطن قيمة لديها ولا يعرفون المواطنة ويمارسون الفساد دون أن يرمش لهم طرف. ٭ تساؤلات واشنطن المعارضة انتقدت الموقف الأمريكي من الحكومة السودانية على لسان إبراهيم الشيخ الذي قال إن أمريكا تجامل النظام ولم تضغط عليه لتنفيذ أكثر من 60 قراراً دولياً، وأضاف قابلت وفد الكونجرس الأمريكي الزائر بفندق كورنيثيا وعرفت أنهم قادمون بمبادرة من الشركة التجارية الوسطى ومعهد أمريكي وهم 4 قيادات، وسألوني ماذا نريد، هل مشاركة في الحكومة أم تحولاً ديمقراطياً أم ماذا، فأجبتهم بأن قضيتنا الأساسية هي السلام والحريات إلى جانب العقوبات الأمريكية وأثرها على الشعب السوداني. ٭ الرفض المستمر وأوضح رئيس حزب المؤتمر السوداني أنه أبلغهم بما جرى من مصادرة الجوازات والمنع من السفر، وأوضح لهم أن النظام غير حريص على تحقيق الحريات، مشيراً إلى أن حزبه تقدم بطلب لإقامة ندوة جماهيرية بالنهود إلا أن طلبه رفض بحجة دواعٍ أمنية، وقال إن هذه الدواعي هي انعدام المياه وانقطاع الكهرباء هناك، وأردف طالبنا بأن يتم إلغاء القوانين المقيدة للحريات. ٭ اعتراف خطير إبراهيم الشيخ قال إن حزب المؤتمر الشعبي تبنى ورقة المعارضة في مؤتمر الحوار الذي يشارك فيه بقاعة الصداقة، وأضاف أن الورقة التي قدمها هي ورقة البديل الديمقراطي التي تم إعدادها بواسطة تحالف قوى الإجماع الوطني، مردفاً أن التحالف لم يتخذ موقفاً بعد بشأن المشاركة في الملتقى التحضيري بأديس أبابا لجهة أن الدعوة لم تصل حتى الآن لمكونات التحالف. واختتم بأنه عندما ترسل لنا الدعوة سنجتمع ونقرر بشأنها وستكون كل الأحزاب المكونة لتحالف قوى الإجماع ملزمة بالقرار الذي يتم التوافق عليه، وأن النتيجة التي يتم التوصل لها ستعلن في مؤتمر صحفي للرأي العام.