أنهى وفد من الكونغرس الأمريكي أمس زيارة للبلاد امتدت لثلاثة أيام، أجرى خلالها مباحثات مع نافذين في الحكومة وقيادات معارضة ومنظمات مدنية، بينما وصفت الخرطوم الزيارة بأنها مؤشر جيد سيحدث اختراقاً وخطوة تأمل أن تتبعها خطوات، ودعا السودان الولاياتالمتحدة الأميركية لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات الآحادية المفروضة عليه، وترك الباب مفتوحاً للحوار معها على مبدأ أن تعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، رغم كل العقبات التي وضعتها واشنطن ، وفيما وصف رئيس البرلمان خطوة زيارة وفد الكونغرس الأمريكي إلى البلاد بأنها خطوة في الاتجاة الصحيح ، أبدى أمله في أن تترتب على تلك الزيارة خطوات، وفي الأثناء طالب المساعد الأول لرئيس الجمهورية الحسن الميرغني الوفد بضرورة رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، في وقت أقر وزير المالية بدر الدين محمود بتأثر العمليات المصرفية والتجارية لرجال الأعمال مع المراسلين الأجانب بالعقوبات الأمريكية والحصار الاقتصادي. ودعا النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح لدى لقائه وفد الكونجرس الأميركي بالقصر الجمهوري أمس، الولاياتالمتحدة الأميركية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات الآحادية المفروضة عليه، وقال "إن الحكومة رغم كل العقبات التي وضعتها واشنطن تترك الباب مفتوحاً للحوار معها على مبدأ أن تعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، وأكد صالح للوفد الأميركي، التزام السودان بعلاقات خارجية متوازنة مع المجتمع الدولي وتحقيق المصالح المشتركة، وقدم للوفد الجهود والمشاريع التي تقوم بها الحكومة خاصة في مجال الإصلاح الداخلي سياسياً واقتصادياً، وأعرب عن أمله في أن تدعم أميركا تلك الجهود، وذلك برفع العقوبات المفروضة على البلاد. من جانبه، عبر عضو مجلس النواب من الحزب الديمقراطي بيني تومسون رئيس وفد الكونجرس الأميركي الزائر للبلاد ل«سونا» عن تقديرهم للقاء النائب الأول، مشيراً إلى أن الوفد يضم أربعة من أعضاء الكونجرس وذلك للنظر في واقع السودان من منطلق الحقائق التي يعيشها، وقال تومسون "سنعمل على نقل ما شاهدناه بأنفسنا وما يجري في السودان لزملائنا في أميركا"، لافتاً إلى أن اللقاء تناول تاريخ السودان منذ الاستقلال، بجانب التحديات التي تواجهه والعقوبات المفروضة عليه، وزاد قائلاً "شجعنا الفريق بكري على التحدث مع رجال الأعمال". من جانبه انخرط رئيس المجلس الوطني بروفيسور إبراهيم أحمد عمر وهيئة قيادة المجلس في لقاء مشترك مع وفد الكونغرس الأمريكي، وتناول اللقاء عقب حضور الوفد لجلسة المجلس قضايا البلاد والعقوبات الآحادية والعلاقات الأمريكية، وتوقع رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر في تصريحات أن تعطي الزيارة معلومات عن طبيعة السودان وأهله وإمكانياته الأمر الذي يتطلب التعامل معه بصورة نأمل أن تكون مختلفة عن ماتم في الماضي، وزاد "نأمل عندما يعودون إلى بلادهم أن يتحدثوا بما شاهدوه لأنهم قالوا نحن جينا لنرى"، مطالباً الوفد بالعمل على رفع الضرر من الحصار الاقتصادي و إزالة السودان من قائمة الإرهاب، وقال "ذكرنا لهم بوضوح بأننا متضررين منها"، وزاد "نأمل أن تكون حركة داخل الكونغرس الأمريكي لصالح السودان" ،مشدداً على أن اللقاء لم يتطرق إلى الشعارات السابقة للإنقاذ والنظام الإسلامي للحكم ، وقال "ما تكلمنا عن أمريكا وروسيا قد دنا عذابها ،وانما تحدثنا عن أشياء وواقع ماثل أمامنا". في السياق ذاته قال وزير المالية بدر الدين محمود إن تأثر العمليات المصرفية والتجارية لرجال الأعمال مع المراسلين الأجانب بالعقوبات الأمريكية والحصار الاقتصادي حالت دون حصول السودان على استحقاقه في إعفاء ديونه الخارجية، وأكد محمود خلال لقائه بالوفد على الآثار السالبة للعقوبات الأمريكية والحصار الاقتصادي على البلاد، وشدد على ضرورة إزالة العقبات التي تواجه تنفيذ التراخيص والعلاقات المصرفية، مشيراً إلى أهمية السعي مع وفد الكونغرس لرفع العقوبات و اسم السودان من قائمة الإرهاب والسعي لتطبيع العلاقات مع أمريكا.