٭ لو سئلت.. ما هو أفضل وأشجع قرار اتخذه مجلس إدارة النادي الأهلي بود مدني هذا الموسم.. لأجبت بدون تردد إنه قرار اختيار المدرب الشاطر ياسر حداثة مدرباً لسيد الأتيام.. رغم حساسية بعض الأهلاوية تجاهه بحكم انتمائه المعروف للنادي الند الرومان.. منذ أن كان لاعباً يافعاً مشاغباً في صفوفه.. إلى أن اعتزل الكرة وتحول إلى كار التدريب مصطحباً معه مشاغباته. ٭ واعترف بأنني لن أخفي إعجابي به لاعباً ومدرباً.. طوال مسيرته في عالم الكرة.. بل تصديت للدفاع عنه يوماً ما عندما كان يتولى تدريب الرومان.. فأنهالت عليه سهام وانتقادات بعض الإتحاداوية عندما تعثر الفريق وكثرت نتائجه التعادلية في الممتاز، فأتهموه بالتركيز على الخطط الدفاعية العقيمة فقط.. وتحاشى فتح اللعب وبناء الهجمات لتحقيق الانتصارات التي يطمحون إليها. ٭ قلت لهم يومها.. لا تظلموا حداثة فهو مدرب شاطر و«شفت» لا يلجأ للمغامرة وينتهج مبدأ «رحم الله امريء عرف قدر نفسه».. وعطفاً على ذلك فهو يضع خططه ويبني استراتيجيته على حسب مقدرات لاعبيه وإمكانياتهم، ومعظم لاعبي الاتحاد آنذاك كانوا صغاراً في السن ويفتقدون الخبرة اللازمة، ولذلك لم يكن من الحكمة أن يحازف ويفتح اللعب في مواجهة عتاولة الممتاز المشبعين بالخبرة والتمرس.. لينال هزائم قاسية ومريرة. ٭ وقلت لهم فيما أذكر اصبروا عليه بعض الوقت فسيبني لكم فريقاً قاهراً إن لم يكن في الموسم القادم.. فستتفتح براعم أزهاره في الدورة الثانية للممتاز. ٭ وتشاء الظروف أن ينتقل حداثة لتدريب أهلي عطبرة.. ليتعاقب على تدريب الرومان عدة مدربين.. حاول بعضهم تجاوز نظرية حداثة الواقعية لإرضاء منتقدى أسلوبه الدفاعي الضاغط.. ففتحوا اللعب وفتحوا معه أيضاً الطريق نحو الرومان على مصراعيه.. فأنهالت عليه الأهداف كالنبال من كل حدب وصوب.. وحلت به الهزائم التي عصفت به من حلبة الممتاز. ٭ وتكرر ذات الأمر بالكربون في بداية مشوار حداثة مع سيد الأتيام بعد أن تسلم تدريب الفريق وهو خالي من النجوم اللوامع.. ويعج كشفه بلاعبين صغار في السن.. بعد أن فشل المجلس آنذاك في ضم لاعبين مميزين أصحاب خبرة وتمرس.. بسبب شح المال نتيجة لعدم اهتمام حكومة الولاية آنذاك بدعم أنديتها التي اضطرت بما فيها الأهلي لتسجيل لاعبين مغمورين بطريقة «قدر ظروفك». ٭ فكان طبيعياًَ أن يبدأ سيد الأتيام مشواره في الممتاز متعثراً.. وهو يئن تحت وطأة التعادلات والهزائم.. وبلغ به الحال أنه خاض حوالي خمسة مباريات لم يحرز خلالها إلا هدفاً وحيداً. ٭ وهنا تميز الأهلي على الاتحاد بأنه مد حبال الصبر مع حداثة.. دون أن يفكر أحد على الاطلاق أو يطالب بإقالته.. فتركوه يبني التيم على مهلة طوبة طوبة ومدماك مدماك.. إلى أن فاجأ الناس في الدورة الثانية للممتاز بصرح عملاق وفريق «مكرب» حصد الانتصارات بالكوم.. حتى وهو يلعب جميع مباريات الدورة الثانية خارج أرضه، وبعيداً عن جمهوره متنقلاً كالرحالة بين بلدة وأخرى.. ليختتم مبارياته في الممتاز بفوز باهر على المريخ ظل مثار حديث الناس كل الناس. ٭ فبالله عليكم يا أهلاوية.. أبقوا عشرة على حداثة في الموسم القادم، ولا تفرطوا فيه حتى لا تندموا، ولو اضطررتم لرفع مخصصاته فهو يستاهل وأكثر.