لفت انتباهي ذلك الكهل الذي حضر إلى مبنى الصحيفة يحمل مجموعة من الأوراق وتبدو على ملامحه علامات التعب والإرهاق، جاء إلى الصحيفة ليتساءل عن القسم المتخصص في عرض قضايا المواطنين، يبدو على وجهه الذي خطت السنين عليه علامات الخبرة والحنكة والرهق، يبدو عليه التوتر، توجه نحوي وبدأ في سرد حكايته وقال اسمي خليفة الأمين البشير ود عطا، من مواليد أمري بالولاية الشمالية ويسكن أبو سعد منذ حكومة الزعيم الأزهري في القطعة رقم 472 وتبلغ مساحتها 2400 متر، تقع في مربع 4، وقال إنه اشتراها من شخصين هما علي صباحي وسرور ود سعد، وأضاف عندما بدأ التخطيط تم مسح جزء من الأرض وقال إنه لم يكن موجوداً عندما تم المسح، وأشار إلى أنه تم تشييد مدرسة في القطعة الخاصة به، وقال إن القطعة تحتوي على مباني مشيدة تم استخدامها في ردم الأرض وبناء المدرسة، وقال إنه تم الاستيلاء على الأبواب والشبابيك الخاصة به، وأضاف أن الأرض التي تم مسحها تبلغ 1172 متراً مربعاً، ويمضي في سرد قصته مشيراً إلى أنه تم تعويضه ب (6) قطع اقتسمها مع إخوته وكان نصيبه الربع، وطالب الحكومة أن تنصفه بعد أن صدر قرار بأن الأرض المتبقية خاضعة للتخطيط، وقال إنه قابل شخصاً يدعى أحمد في وزارة العدل وقد ذكر له أن هناك ظلماً وقع عليه، وذكر أنه طالبهم بإعطائه صورة من قرار الظلم لكنهم رفضوا و«قالوا ادوهوا شي وخلو الباقي»، وذكر أنه تقدم بشكوى في أمبدة وكرري والحتانة والخرطوم وظل يدخل من مكتب إلى آخر دون التوصل إلى نتيجة، وطالب في النهاية بإيصال صوته إلى رئيس الجمهورية والسماح له بمقابلته.