لكل دولة أو شعب تميز خاص في جانب معين من الحياة أو المهن المختلفة، وهذا التميز لم يأتِ عن طريق الصدفة طبعاً وإنما نتيجة تخطيط وعمل وتجارب مركزة، فالبرازيل مثلاً اشتهرت بكرة القدم وسويسرا بالبنوك الكبرى وأسبانيا بطب العيون والفلبين بالتمريض، وهذه بعض الأمثلة على التميز في التخصص والشهرة بين الدول.وفي سنغافورة هناك مطار شانغي وهو يعد من أجمل وأفضل المطارات في العالم؛ وقد حصل مؤخراً على جائزة عززت هذه المكانة المرموقة عالمياً؛ فقد اختير أفضل مطار للعام 2013 لما يوفره من خدمات وتجهيزات تصب في خدمة المسافر؛ حيث يبلغ عدد المسافرين عبره 135 ألف راكب بشكل يومي. المطار حسب ما جاء بخبر الوكالات أصبح وكأنه منتجع سياحي متكامل ويحتوي على حدائق طبيعية بها أكثر من 20 نوعاً من النباتات وثلاثة مبانٍ كبرى وشبكة قطارات تربط بين مباني الركاب الثلاثة، ويتضمن بداخله منتجعات وأحواض سباحة داخلية وساحة جلسات لمتابعة الطائرات ومطاعم وانترنت مجاناً وخدمة شحن هواتف مجانية ومراكز للتسوق وبالتالي فهو مزود بكل احتياجات الإنسان أو المسافر.لم أنقل هذه التفاصيل كلها بغرض الإخبار طبعاً، ولا أريد أن أقارن بين مطار الخرطوم وهذا المطار الذي بالتأكيد يفوق مطارنا بآلاف السنوات الضوئية، لكن ما أردت الإشارة إليه هو تفرد وتميز دولة سنغافورة في مجال معين قدرته واختارت التميز فيه، وهو تميزها في صناعة هذا المطار الذي أصبح حديث العالم. أما إذا أردنا مقارنة مطارنا فلا أعتقد أنه يمكن أن يحوز شيئاً أو يحرز درجة متقدمة، لأن «بوخ» صالة الوصول الذي سيداهم لجنة التقييم عند زيارتها له يكفي وحده لعكس حاله المائل والبائس جداً. حتى المطارات القريبة في دول الجوار تتفوق علينا في تجهيز وترتيب وتنظيم المسافرين وتهيئة الأجواء لهم، أما نحن فنعامل الناس بشكل أقرب للعشوائية خاصة بني جلدتنا والمسافرين عبرنا، وعند تفويج الحجاج تحصل الزحمة و«المدافسات» الغريبة. أما الالتزام بالمواعيد والإقلاع والهبوط فحدث ولا حرج، فقد مرمطتنا ستهم، بل «شالت حالنا» بين رصيفاتها الأخريات كطيران الخليج والهولندية والألمانية وأصبحت مثلاً سيئاً للسودان والسودانيين، وبفعلها واستهتارها بنا وركابها أثبتت للعالم أشياء ليست من صفاتنا لكننا لن نستطيع الهرب منها أو الدفاع عن أنفسنا. إذن فتميز سنغافورة كان في مطار شانغي، لكن السؤال الذي يتقافز إلى الذهن بشكل آني لحوح، هو لماذا لا نتميز نحن في مجال إيجابي أو أي تخصص علمي أو حتى منتج محلي عالمي بين الأمم؟.. أم أنه يكفي فقط أن يرتبط اسمنا بمنتج زراعي كالفول السوداني فنرضى بذلك و«ننبسط آخر بسطة»!!..