لم تمضِ أيام قليلة على انتشار خبر ظهور حالات العطش بانحاء متفرقة من مشروع الجزيرة، حتى قرر نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن الوقوف بنفسه ميدانياً على ما أثير بشأن عطش المشروع، فيمم وجهه صوب مدينة ود مدني التي وصلها في التاسعة من صباح السبت الماضي، وانطلق منها في ذات التوقيت الى داخل المشروع عبر السيارات، وفق جدول حددت وجهاته في زيارات لقسم البساتنا مكتب ري المدينة عرب، وقسم ري ودالبر مكتب ود هلال، الى جانب قسم ري المختار مكتب حمدنا الله، وقسم ري شلعي فضلاً عن الطواف حتى نهاية ميجر الهدى. أهداف الزيارة: اصطحب نائب الرئيس وفداً كبيراً كماً ونوعاً في زيارته للجزيرة، التي يبدو أن هدفها بجانب الوقوف على وضع الري بالمشروع، أنها تهدف للوقوف على تأسيس محصول القمح وعمليات التمويل، وضم الوفد وزير الزراعة، ومدير عام البنك الزراعي، ووكيلي المالية والرى، وممثلين للأمن الاقتصادي، الى جانب والي الولاية د محمد طاهر ايل،ا ومدير مشروع الجزيرة، ومدير إدارة الري بالمشروع، ومدير الإدارة الزراعية، ووزير الزراعة بالولاية، ومدير القطاع بالبنك الزراعي. شكاوى المزارعين: بمجرد تحرك الوفد توقعت أن تكون الزيارة لمواقع نموذجية، وأن يتم تحديد الأشخاص الذين يتحدثون لنائب الرئيس من المزارعين، حتى لا تصبح إدارة المشروع عرضة للنقد الحاد، وكاد هذا الأمر يتعزز في قسم ود البر، الذي كان بمثابة المحطة الأولى التي توقف فيها المتحرك في مساحات قمح خضراء ومحضرة تحضيراً جيداً، عندما تحدث ممثلون عن المزارعين بأن الري جيد، وأنهم لا تواجههم مشكلة في التمويل، ولكن في الأقسام الأخرى تبين أنه لاحجر على مزارع في الحديث، حيث استمع النائب بصدر رحب لكل مشكلات المزارعين في ري المختار، ومنطقة ري حمدنا الله ترعة ودالجالب وري شلعي، حيث تعددت المطالب بين زيادة كمية السماد، والغاء شيك الضمان في التمويل، بجانب معالجة مشكلة الري، وتلاحظ أن الحديث كان بدون ترتيب مسبق في كثير من المحطات، وفي بعضها كان بلهجة حادة وهذه المطالب قوبلت بتعهدات فورية بإيجاد الحلول لها في كل قسم أو تفتيش من التفاتيش التي يدخله وفد النائب كان المزارعون يخرجون من اللقاء بسرور بالغ، لأن حسبو كان يقف في المنتصف ومعه كل المسؤولين ويستمع للشكاوي من أي متحدث، وبمجرد انتهاء المزارع من كلامه يوجه السؤال للمسؤول المعني سواء كانت مشكلة ري أو تمويل، ويجد الإجابة الفورية والتعهد بحل المشكلة المعنية حلاً كاملاً. متابعة التنفيذ: وفي كل موقع من مواقع المشروع يصل إليه حسبو يقوم أعضاء مكتبه برصد أسماء المتحدثين وأرقام هواتفهم، وذلك بحسب مسؤول أبلغني بأنهم يتابعون معهم تنفيذ المعالجات التي وعدتهم بها الإدارات المختلفة.. حسبو يكتشف العطش بنفسه، عندما تحرك وفد نائب الرئيس باتجاه مكتب تفتيش شندي قسم ري شلعي وعند كوبري ترعة الواصلاب المجاور لقرية الدبيبة، كانت سيارة مدير المشروع سمساعة قد تقدمت أمام سيارة النائب، ولكن حسبو عندما انعطفت سيارته لتخطي الكوبري رأى الترعة خالية من المياه، وتوقف ومعه باقي الوفد وفي هذا المكان تحديداً قال عدد من المزارعين إنهم حضروا أراضيهم لزراعة القمح منذ شهر، وقاموا بزراعته منذ اسبوع، وحتى الآن لم تأتيهم المياه للري، وأوردوا أنهم في الموسم السابق بلغ إنتاجهم من القمح 12 جوالاً للفدان الواحد، وبعد حديثهم عاد مدير مشروع الجزيرة الى حيث يتواجد النائب في الكوبري، وبدأ كل مسؤول في تقديم دفوعاته، حيث أبان المهندس محمد عثمان مدير إدارة الري بالمشروع أن الترعة بصدد نظافة الاطماء وأنها ستنتهي في غضون ثلاثة أو أربعة أيام مؤكداً توفر المياه ووجود احتياطي منها بخزان سنار يبلغ مليوني متر مكعب أزمة الري حاضرة: من المحطات التي توقف فيها وفد حسبو المزارع «الحواشات» المجاورة لقرية شندي بقسم شلعي، حيث استمع الى المزارعين، كما استمع الى مرشد القسم عبدالله بيِّن الذي قال إنهم زرعوا 24 الف و 720 فداناً وأنهم حددوا الخامس والعشرين من الشهر الحالي لإكمال زراعة المساحات المحددة.. أما الري فقد قرروا أن تتم تكملته في ال 30 من الشهر الحالي، وأشار عبد الله الى أن التمويل للمزارعين يتم عبر إدارة المشروع ومؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر.. وأضاف نحتاج الى منسوب زيادة وجاهزين لتحقيق انتاجية عالية، وبمجرد فراغه من حديثه تحدث أحد المزارعين شاكياً من وجود ترع ليس بها مياه كافية مثل الفرع، وعامرة، والشقيل، فما كان من المسؤول المعني إلا إن قال للمزارع إننى سأطوف على هذه الترع، وأعلن تشكيل لجنة أمام النائب بها ممثل للأمن الاقتصادي والمزارع المتحدث نفسه، ومسؤول من الري لمعالجة القضية. اجتماع مطول: وفد نائب الرئيس دخل الى منزل بقرية شندي، وقد عقد اجتماعاً مطولاً مع مرافقيه من المسؤولين كان مقرراً، أن يعقد في مدني بعد ختام الجولة، وفي أثناء الاجتماع تجمهر أهالي المنطقة خارج المنزل وقالوا إنهم لن يغادروا إلا أن يخاطبهم حسبو الذي أعدوا له سرادق في منزل مجاور للمخاطبة، وتعالت أصواتهم في الخارج، بعد أن علموا أنه لا يوجد برنامج الوفد خاطب في قرية شندي، ولكن نائب الرئيس عندما خرج ووجدهم جبر بخاطرهم وذهب الى حيث المكان المعد، وتحدث لهم بعد أن قدمه الوالي محمد طاهر ايلا رحلة شاقة الجولة كانت طويلة ومتعبة لأنها امتدت من التاسعة صباحاً، وحتى صلاة المغر ب وبدأت بشارع مدني المناقل من مناطق ريفي المدينة عرب، وسارت عبر أعالي الترع حتى نهاية ميجر الهدى قرب المناقل، ثم توجهت الى مناطق شلعي وغادرت السيارات المشروع بمدينة الحصاحيصا.