أنا لا دينية وأعتز بسودانيتي وديني هو ضميري الحي وحسي الإنساني، ومن أهم الأسباب التي جعلتني أخرج من السودان هو ديكتاتورية المجتمع تجاه المرأة خاصة في اللبس والإكراه على لبس الطرحة، بجانب أن «59%» من الشباب السوداني متخلفون.. هذه للأسف واحدة من تصريحات فتاة سودانية تنتمي لقبيلة عريقة بشمال السودان.. انتشرت مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها كثيرات، إنهن فتيات بعمر الزهور، أعمارهن تتراوح ما بين «22-15» عاماً وهي بكل تأكيد سن العطاء الشبابي «المراهقة».. هجرن وطنهن لترك الشريعة الإسلامية ولفك حصار المجتمع المحافظ القابض بزناده على شرف هؤلاء البنات، وغيرهن هاجرن وهاجرت معهن كل المعاني الفاضلة من التربية والتهذيب والحياء، خلعن الحجاب وارتدين ملابس عارية تدل على خواء عقولهن الجوفاء، كان لزاماً على هذه الزمرة من الفتيات المحسوبات على الوطن أن يركضن وراء الهجرة، لأن مجتمعنا لفظهن بكل مرارة. اختارت هؤلاء الفتيات مكاناً وزماناً لا يشبه تربية وتراب هذا البلد.. ترك الدين يا سادة صار موضة هذه الإيام!!.. تترك الفتاة دينها لمجرد مراقبتها من غيرها لسوء سلوكها المعوج لتعتنق ديناً وعقيدة أخرى أنزلتها لنفسها الأمارة بالسوء.. ماذا حدث لبعض فتياتنا السودانيات اللاتي كن في القديم مثالاً للحياء والأدب و«القوامةش أحياناً أكثر من الرجل في تربية أجيال من فلذات أكبادنا نباهي بهم الأمم خارجياً، ماذا حدث لمجتمع صارت كل أركانه تتهاوى فوق رؤوس العادات والتقاليد.. خرمت طبول الخطر آذاننا حتى أصمتها من قبيح ما نسمع.. إنهن ينظرن للدين على أنه تخلف وغباء وهو الذي أدبنا وعلمنا معنى أن نعيش حياة كريمة بعيدة عن الابتذال والفجور. يتفوهن بكلمات حمقاء ما أنزل الله بها من سلطان، صرنا نخاف على بناتنا وأخواتنا من براثن هذه الثقافات التي طالت أذرعها الجامعات والشبكات العنكبوتية ودخلت بيوتنا من أوسع أبوابها. الموضوع يا سادة أكبر من تكميم الأفواه و«سد الحنك» بالسكوت والانكفاء على الذات «كل زول ماسك جناه عليه»، يجب أن تتحرك كافة الجمعيات الطوعية والمدنية للحد من انتشار هذه الظواهر، هجرة البنات بمختلف المسميات دون علم أهلهن.. لعمري إنها كارثة، بعضهن خرجن للفجور والليالي الحمراء وبيع أجسادهن برخيص الثمن في دبي وغيرها.. «سكتنا»، ثم قبل أيام هاجرت طالبات إلى الشارقة ثم اسنطبول في رحلة هي الأغرب من نوعها.. «برضو سكتنا» والآن نتيجة هذا الصمت المطبق كارثة أكثر إيلاماً ووجعاً، وهي «الكفر والإلحاد» ليس بالدين الحنيف فقط، بل بكل القيم والمعاني السمحة، فقط لعدم مؤامة ديننا الحبيب مع أفكار شبابنا الرعناء ووصفه بالمتخلف والغبي والدولة تتوسد يمينها وتفترش لحاف لعبة الكراسي والمناصب في برود تحسد عليه، لا هم لها سوى المجاهرة بالتصريحات الجوفاء التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وتكتفي بشجب وإدانة ثم ننسى الموضوع ونقفل ملفه ونكتب على دفتر اليوميات والأحزان «ضد مجهول»، متى سيوقف الجاني الدينمو المحرك للكومبارس.. هل هي جامعاتنا ماراثون العولمة والتعليم.. عجبي عليك يا وطني. ٭ سوسنة حرثنا أنا وأنت في ماء البحر شتولاً من الأماني الواهمة نحو غدٍ أفضل.