تتعامل الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة مع منسوبيها الذين استغنت عنهم بكل الوفاء والتقدير والاحترام، فتسارع بتسوية حقوقهم وتقديمها لهم «معززين مكرمين»، وبالتالي يجب أن تكون المؤسسات التي هي على صلة بالإبداع والمبدعين أكثر وفاء ورُقياً في التعامل مع من استغنت عن خدماتهم، وبالأخص القنوات الفضائية التي نراها قبلة الإبداع والمبدعين، ونحسب أن كل عامل فيها أو موظف هو مبدع، لكن يبدو أن بعض إدارات فضائياتنا حديثة التجربة وما زالت تحتاج للكثير حتى تعلم أن طبيعة العمل في جهاز معني بالثقافة والإبداع بكل أشكاله يختلف عن عمل في ما سواه، وتحتاج أيضاً لتعرف أن التعامل مع مبدعين ليس كالتعامل مع عاملين في أي مؤسسة أخرى ، فالمبدع في أي مؤسسة يعامل بكل الاحترام ويقابل عطاؤه بكل الحب والوفاء، فتصله حقوقه عزيزاً في مكانه وأقلاها أن تمنح له مصحوبة بعبارات الشكر إن جاء باحثاً عنها بقدميه. أقول ذلك وفي بالي مسلسل قناة النيل الأزرق مع منتجة البرامج «المستغنى عن خدماتها» الأستاذة المبدعة سوسن نافع، التي قدمت للقناة ولنا كمشاهدين أنضر سنوات عمرها وعصارة فكرها وصحتها، وإن نسينا لها فلن ننسي حلقات برنامجها «رحلة في عقل امرأة»، غير أن سوسن من المؤسسين للقناة، وهي واحدة من أميز منتجي ومنتجات البرامج بقنواتنا الفضائية، ومع ذلك كانت تعيش في حالة هرولة بين مسكنها ومكاتب القناة بحثاً عن حقوقها بعد أن تم الاستغناء عن خدماتها من قبل أربع سنوات، وبحسب ما أعلم أن القناة قامت مؤخراً بتسوية حقوقها التي تراها هي أقل مما تستحق، وبعيداً عن أنها ما تستحق من مبالغ مالية أو لا تستحق، حقيقة ما كنا نريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ونرى أن أربع سنوات كانت كفيلة بأن يكون هذا الملف قد أغلق، لأنه بكل تأكيد سيخصم كثيراً من أسهم القناة عند الكثيرين وسيكون هاجساً لأي مبدع قبل أن يقرر التعامل مع القناة. أعلم أن ما أقوله الآن سبق وأن قلته مع بعض الإضافات ولكن نعيده حتى تتحرك القناة لتسوية الأمر مع مبدعة كانت يوماً واحدة من أهل البيت وكباره، ولا نريد أن تصل الأمور إلى المحاكم كما سمعنا، كما نريد من النيل الأزرق أن تتعلم من الدرس.. لأن الإستغناء لن يتوقف عند سوسن «بكل تأكيد». خلاصة الشوف: ليس صحيحاً أنني اعتذرت عن استضافة برنامج «مساء جديد» لشخصي.. لأن لي بعض الخلافات مع مدير البرامج بالقناة، لأنني أصلاً لا أعرفه من قريب وليس بيننا أي صلة، ولكن لظروف خاصة كان الإعتذار، وأرجو أن تكون المعلومة قد وصلت لمروج الشائعات الأكبر.. وشكراً.