عالم جميل: ترفع شركة زين شعار (عالم جميل)، وهي تقصد أن زين تحقق العالم الجميل بواسطة التواصل الجميل، وأشعر كمواطن سوداني أن ما أدفعه لشركة زين في الإتصالات، فيه جزء كبير يذهب ليحقق العالم الجميل في وطني الجميل، فلقد نجحت زين في الإهتمام بروحانية الاقتصاد، ولم يكن همها هو المال، إنما الجمال، والجمال في أن يقدم المال لخدمة قضايا الفكر والثقافة، والعلم، والتكنولوجيا، لقد قرات في جريدة الأيام الأحد8 مايو2011م، عن العالم الجميل في رحاب الجامعات السودانية، تألق وانتماء، ويقول المقال أو هذا بعض ما قال هذا المقال: (مواصلة لمبادراتها المتعددة للتواصل مع المجتمع، وترسيخاً لرسالتها تجاه قطاع التعليم العالي، قدمت زين دعماً مقدراً لجامعة أم درمان الأهلية، تمثل في أربع مخدمات لشبكة الحاسوب، ومعمل متكامل لكلية التمريض بجامعة أم درمان الإسلامية، إضافة لمعمل حاسوب جامعة الزعيم الأزهري، تدعم جميعها جهود الطلاب في البحث العلمي، وتمد جسور التواصل مع العالم الخارجي لمواكبة التطور الهائل في مجالات المعرفة المختلفة). وأمامنا- بحسب ما ذكرته صفحة زين في الأيام- ثلاثة جامعات أم درمان الأهلية، أم درمان الإسلامية، الأزهري، ومنذ مدة كنت مع بروفيسور حسن مكي في جامعة أفريقيا، وقدم لي هدية من خمس مؤلفات غطى تكاليفها العالم الجميل من شركة زين، ولاشك أن الفاتح عروة، وهو على رأس هذه المؤسسة يدرك أبعاد هذا الدعم المعطاء، فهذا هو الباقي، ولن يتحقق العالم الجميل إلا بالعلم الجميل، ودعم الجامعات بآخر الاختراعات، حتى تكون جامعاتنا متقدمة، وتنشئ جيلاً متقدماً قادراً على أن يعطي وسط ظروف العصر الجديد ووفق معطياته. وفي صفحة زين هذه قصة التواصل بين مدير جامعة أم درمان الأهلية ومدير شركة زين، وكيف أن زين ضربت أروع الأمثال في التزامها ومسؤوليتها تجاه المجتمع، في شراكة ذكية متميزة بين الجامعة وشركة زين، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، وهذا يزيد قناعتي أن شركة زين شركة ربحية، والأرباح هنا لها وجهان، ربح الدنيا بالمال، وربح الآخرة بالطيب من الأعمال، والربح الحلال هو الذي يوجه عنايته إلى دعم العلم والثقافة، وتشجيع الشباب السوداني داخل الجامعات ليحقق تقدماً علمياً يتناسب مع شبابنا الواعد وطموحاته المشروعة، وهكذا عندما تقدم هذه الجامعات كوادرها المتميزة، يذكر الناس عطاء زين، ويتمنوا أن يحقق زين العالم الجميل الذي يدعو إليه. اقتصاد الحب: إن شركة زين تحقق لنا إقتصاد الحب، ولقد كتب الطيب صالح الروائي السوداني، الذي احتفلت به زين، وقدمت جوائز باسمه، نال أولها حبيب الطيب صالح، البروفسور حسن الطيب أبشر، الذي قدم دراسة ممتازة عن الطيب صالح، في العام السبعين من حياته وعنوان كتاب الطيب صالح دراسات نقدية، رياض الريس للكتب والنشر، يوليو 2001م، وفي كتاب موسم الهجرة إلي الشمال إشارة ذكية إلي إقتصاد الحب، وبطل القصة هو مصطفي سعيد، رسول العاصفة وبطل الرواية كما يقول أحمد عبد المعطي حجازي، وفي التحقيقات مع مصطفي سعيد، كما حكي هو عن نفسه، سأله المحقق عن شخصه، وكيف عاش مع عدة نساء في وقت واحد، وهو من الجنوب وأشبع رغباته في الشمال، وحاول المحقق أن يبرز الجانب الإنساني عند مصطفي سعيد الذي قتل زوجته فقال له: ومع ذلك كنت تكتب وتحاضر عن الإقتصاد المبني علي الحب، لا علي الأرقام؟ أليس صحيحاً أنك أقمت شهرتك بدعوتك الإنسانية في الإقتصاد؟ وفي أعتقادي أن الطيب صالح هنا كان من أول الموجهين إلي أقتصاد الحب وليس إقتصاد الأرقام، الأرقام تقول أنك عندما تعطي لعمل خيري أو لدعم ثقافي، ينقص ما عندك، هذا أمر طبيعي، مثلاً كان معه مائة جنيه فأهديت عشر جنيهات، بهذا صار معك تسعون جنيهاً فقط، ولكن هذا الرقم مضاف إليه بركة الله، الذي يعطي من يعطي، ويكثر في العطاء لمن يكثر في العطاء، ويطالب الإنسان أن يصنع بالعطاء كنزاً في السماء قائلاً: »لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى \لأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ \لسُّوسُ وَ\لصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ \لسَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ \كْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي \لسَّمَاءِ(متي6 19-20)، أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ \لْكَيْلِ \لَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ«.(لوقا38:6) وأيضا كمال قال الله عز وجل: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى٭ وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ٭ النجم٭-٭ وأكدي تعني توقف عن العطاء، أما من يعطي فله خير الجزاء: قال تعالي: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٭ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} الليل الأيات 5-7، وفي إقتصاد الحب نأخذ أكثر مما نعطي عشرة أمثالها، قال تعالي: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا الأنعام.