أعذر بعض الذين سيطالعون هذا الحديث لي عن مدرب الهلال ميشو بأنهم على الفور لن يقفوا في صفي وربما اعتبروا أنني أسبح عكس التيار وان بعضهم سيقول أن ميشو واحدا من أفضل المدربين الذين مروا على الهلال مؤخرا كل ذلك أتوقعه وأكثر لأن الانتصار الأخير للهلال على المريخ سوف يحول بين أي انتقاد للمدرب طالما الفريق قد انتصر ودائما ما يقولون أن الانتصار يعمي البصيرة ولا يترك الفريق أي فريق أن ينظر جيدا في سلبياته ولكن اذا دققنا النظر وأخلصنا النية نجد أن المدرب الصربي الحالي للهلال قد قاد فريقه للخروج من البطولة الكنفدرالية ليس بسبب تصريحاته الهوجاء التي استفز بها الخصم واستنهض همته ليمنع الهزيمة بأهداف وفيرة وهي الأهداف التي توعد بها ميشو مدرب الصفاقسي التونسي وقد أعلنها مدرب الصفاقسي بأن ميشو من حيث لايدري خدمهم وهو يتوعدهم بالهزيمة الكبيرة وبالأهداف الوفيرة أقول لكم دعوا هذا جانبا وتعالوا نتوقف مع أخطائه الميدانية في هذه المباراة التي حول فيها الصربي الحلم اللذيذ الى كابوس مزعج وأول هذه الأخطاء انه انطلاقا من تهديداته بالأهداف الوفيرة لم يحسب أي حساب بأنه قد يلجأ لركلات الترجية الحاسمة عندما يفرض التعادل نفسه فكان والمباراة تسير تعادلية أن استبدل مهند وسادومبا معا وهما اللذان يجيدان احراز ركلات الجزاء الترجيحية وخسر نجمين كان أي مهما كفيل باحراز هدف في أي وقت قبل اللجوء للركلات الترجيحية وكان خروجهما يمثل خصما من عدد اللاعبين الذين يجيدون تسديد الترجيحية. والأمر الواضح واللافت للنظر أن ميشو هو الذي وضع الفريق على طريق مغادرة الكنفدرالية بالاضطراب الواضح في التعامل معها وأظنه لم يحسن الاهتمام بها على أرض الواقع والملعب لأن تصريحاته عقب المباراة فضحت أمره عندما يقول في تصريحاته الصحفية انه لم يحدد أحدا لتنفيذ ركلات الترجيح لأن اللاعبين تهربوا في تنفيذها وهذا وحده يؤكد انه لم يهتم بها ولم يتوقعها لأنه لم يحدد من ينفذوها فلو كان الاهتمام بها قبل المباراة بوضع قائمة باللاعبين الذين يقومون بالتنفيذ قائمة لا تعدل بالتردد أو بالهروب. حقيقة ومن خلال تصريحات المدرب عن ركلات الترجيح بعث الرجل برسالة لكل صاحب بصيرة يؤكد من خلالها انه لم يهتم بركلات الترجيح ولم تكن لديه في هذا الأمر أي قرارات أو اختيارات وتهرب اللاعبين يؤكد بأنه لا يتمتع بشخصية قوية بل شخصيته ضعيفة ممعنة في الضعف ولكم أن تتوقفوا مع الفوارق الهائلة بيننا والتوانسة في تنفيذ الركلات الترجيحية. حقيقة كان لابد من وضع الأصبع على الجرح الحقيقي وصدق المدرب محمد عبد الله مازدا عندما قال ان الصربي لم يضع في حساباته أن المباراة يمكن أن تحسم بالركلات الترجيحية. وهناك واقعة الدفع بيوسف محمد واخراج خليفة نرى من الذي دفع الصربي لهذا التغيير الأحمق فخليفة من يجيدون الركلات الترجيحية ويوسف محمد منذ عودته لملعب الهلال ظل خصما عليه ولم يلعب كرة بمليم وفوق كل هذا وذاك هناك ما يشبه الاجماع بأن الفرصة كانت مواتية للمدرب والمباراة تسير نحو نهايتها بادخال الحارس الاحتياطي جمعة وليس يوسف محمد ومنطق هؤلاء بأن جمعة دخل الهلال متألقا من بوابة حسم ركلة الجزاء في أول مباراة له أمام الأهلي مدني وجسمه كامل المرونة ورشيق ومتحفز لتقديم نفسه وفعلها أمام الأهلي مدني ومرشح لتكرار اجادة ابطال ركلة أو ركلتين من ركلات الترجيح في يوم التوانسة والأمر ليس غريبا أو جديدا فقد فعلها فوزي المرضي مع كامبوس عندما دفع بالحارس أبوبكر الشريف في المباراة الافريقية الحاسمة ويومها صعد أبوبكر الشريف بالهلال لدور الثمانية وهو يتألق في حسن هذه الضربات ولكن الصربي لم يفعلها لأنه أصلا ومن البداية لم يكن يحسب حساب أن يلجأ فريقه لركلات الترجيح ولم تتوقف اخطاء الصربي عند مباراة الصفاقسي التي أسهم فيها بقدر كبير بدفع الفريق للخروج من الكنفدرالية بل تعدى الأمر لمباراة القمة الاخيرة بين الهلال والمريخ عندما دفع برأس حربة وحيد في المقدمة الهجومية وكان منظر كاريكا يثير الشفقة وهو يتحول من اليمين للشمال وسط حصار من مدافعي المريخ يحدث هذا في الوقت الذي يعاني فيه المريخ من ضعف دفاعي واضح وتزداد هذه النبرة وسط جماهيره وتزداد الحيرة وسط جهازه الفني وهو يخاير بين هذا وذاك وفي الوقت الذي يشهد فيه الجميع بسطوة الهلال الهجومية ومع ذلك يفعلها المدرب بسوء تقدير غريب علما بأن بشة لم يكن في المباراة مشاركا كرأس حربة والغريب أن المدرب أراد تصحيح الأمورفي نهاية المباراة باللعب برأسي حربة وهو الوقت الخطأ الذي لم يكن يحتاج فيه الى التعامل برأسي الحربة. على الصعيد الآخر وضح بأن المدرب ميشو بهلواني يلجأ لخطب الجماهير ويتغزل في الهلال ويؤكد أنه لو وجد عروضا من كبريات الأندية لما ترك الهلال فكيف بمدرب كفاءة ومحترف يرفض العروض الكبيرة من أجل خاطر عيون ناد سوداني والاعتذار لجماهيرا لهلال صورة تتكرر دون ملل أو خجل ربما يكون ميشو ممرن جيد ربما ولكن وضح جليا أنه لا يجيد وضع التشكيل أو القيام بالتغيير الأمثل ويقوم بأشياء لاتحمل أي قدر من المنطق تجعلنا نقول بأنه أقل من قامة الهلال لكنه محظوظ في وجود عدد كبير من اللاعبين أصحاب المهارة والخبرة والتميز.