واقع السياحة في السودان يقول إنها تنمو ببطء في ظل التعقيدات و التقاطعات بين المركز والولايات، وفي ظل ما وصل إليه العالم في صناعة السياحة يمكن أن نقول إن السودان يخطو خطوته الأولى في هذا الجانب حيث ما زال يفتقر للبنية التحتية و تثقل الرسوم والجبايات كاهل المنشآت السياحة، و تجربتنا في السياحة ينقصها الكثير، خاصة في جانب الترويج والتدريب والطاقة الإيوائية على الرغم من الحديث حول ارتفاع نسبة القدوم السياحي إلا أنه مواجه بتعقيد إجراءات الدخول للسودان وللوقوف على ما يدور في هذا القطاع، التقينا وكيل وزارة السياحة جراهام عبد القادر فخرجنا بهذه الإفادات وفقاً لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والخطة الخمسية للدولة اهتمت وزارة السياحة بتركيز نشاطها على تحقيق إنجازات نوعية حيث بلغ عدد السياح في العام 2015 حوالي 741 ألف سائح بنسبة زيادة بلغت 7,7%عن عام 2014 وبلغت الإيرادات 930,719 مليون دولار بنسبة زيادة بلغت 8,1% عن العام 2014، وهذه الزيادة في القدوم السياحي كانت بسبب تبني العمليات الترويجية الخارجية و افتتاح طرق برية تربط بين السودان والدول المجاورة، حيث شارك السودان في معارض دولية خارجية وأخرى داخلية بالإضافة إلى أنشطة في وسائل الإعلام الخارجية والانفتاح على الولايات عبر الطواف على 10 ولايات بغرض ضبط الجودة هذا بالإضافة للمشاركة في ملتقى وزراء ومدراء السياحة الذي عقد بولاية الجزيرة و المشاركة في اليوم العالمي للسياحة بولاية شمال كردفان. ٭ إلى أين وصل مشروع ترميم الآثار وعمليات الاستكشاف؟ - تم ترميم العديد من الآثار والمتاحف واستكمال بناء منشآت المشروع القطري في منطقة البجرواية ومروي بمواصفات فندقية بمبلغ 10 ملايين دولار وسيتواصل الترميم في الآثار لتحافظ على شكلها، وتقوم بالعمليات الترميمية40 بعثة أجنبية و13 بعثة محلية في ولايات نهر النيل و الشمالية والخرطوم والبحر الأحمر وفيما يتعلق بالاستكشافات تم اكتشاف أنواع جديدة من الإهرامات وفي مجالات الحياة البرية تم إعلان منطقتي سنكات وأركويت مناطق محجوزة، و منطقة الغزالة في الولاية الشمالية محمية طبيعية، بالإضافة إلى إجراء مسوحات لبعض القرى المتاخمة للمحميات البرية بغرض إدماج المجتمع المحلي في حماية الحياة البرية والتوسع في الطاقة الإيوائية في محمية الدندر بنحو مائة سرير. ٭ على الرغم من كل الجهود المبذولة ما زالت السياحة دون المستوى المطلوب ماذا تقول؟ - من خلال البرامج المتبعة حققنا قفزة نوعية في القدوم السياحي، وشارك السودان في 14 ملتقىً دولياً، بما في ذلك اجتماع منظمة السياحة العالمية، حيث حقق السودان من خلال مشاركته خطوة عملية واستطاع أن يصل إلى اتفاق حول جدولة ديونه في مجال السياحة، بالإضافة إلى تدريب أعداد كبيرة من العاملين في مجالات السياحة بنسبة بلغت 320%. ٭ هناك العديد من الصعوبات التي تواجه السياحة في السودان ما يضعف مساهمتها في الدخل القومي حدثنا في هذا الإطار؟ - من أهم هذه الصعوبات تعقيدات إجراءت القدوم السياحي من دول الصادر، ولكن بدأنا بمعالجة هذا الأمر من خلال برنامج إصلاح الدولة مع الوزارات ذات الصلة، فهناك تقاطعات بين المركز والولايات في التشريعات ما انعكس على تصنيف الفنادق وعمليات الاستثمار السياحي وحجز الأراضي للأغراض السياحية، هناك ارتباك في هذا الجانب باعتبار أن كل ولاية تفرض رسوماً وجبايات على الأنشطة السياحية، وكما هو معلوم فإن السياحة سلطة مشتركة، لكن نتوقع المزيد من المعالجات لقضايا السياحة التي تدخل ضمن السلطات المشتركة. ٭ يتحدث الكثيرون عن تهريب آثار السودان و الاعتداء عليها من قبل المعدنين، ماذا تم في هذا الشأن؟ - كثير مما يقال عن سرقة الآثار قد لا يكون صحيحاً، خاصة بعد أن تتم المراجعة من قبل الهيئة العامة للآثار والمتاحف، حيث يتم التوصل إلى أن معظمها مقلّد، لكن هذا لا يعفي بعض صغار النفوس من القيام بالتهريب، لكن الأجهزة الامنية ألقت القبض على الكثيرين، ومن هنا أقول لابد من التنسيق الكامل بين وزارة المعادن «شرطة المعادن» ووزارة السياحة «شرطة السياحة» لاتخاذ الإجراءات والتحوطات اللازمة بواسطة الهيئة القومية للآثار والمتاحف قبل الشروع في عمليات التعدين، و قد بدأت إجراءات بين شرطة السياحة والحياة البرية بأن لا يتم منح أي حيازات للتنقيب إلا بعد مراجعتها. ٭ يعاني السودان من ضعف في الطاقة الإيوائية ماذا فعلتم في هذا الجانب؟ - الآن هناك تزايد في الطاقة الإيوائية، على الرغم من أن بعض الفنادق اضطرت للإغلاق بسبب الرسوم والجبايات. ٭ كم بلغ حجم النمو في قطاع السياحة وأين موقع السودان من صناعة السياحة؟ - حققنا نسبة نمو بلغت 6,6% وهذا وقفاً لقراءة منظمة أجنبية لا علاقة لها بالسودان، ما يعني أن هذه الصناعة بدأت في التحرك للأمام، واعتقد أنها لا تزدهر إلا بوجود شبكة تتداخل فيها الوزارات والأجهزة الأمنية والقطاعان العام والخاص، و السودان بدأ في الانطلاق بصورة معقولة وفقاً لمقتضيات البيئة المحلية، ونتطلع لمزيد من الانفتاح على المجتمع الدولي لتحقيق الهدف المقصود وهو الوصول إلى جذب 2 مليون سائح بقدوم عام 2019. ٭ لا يمتلك السودان دليلاً سياحياً متكاملاً والموجود عبارة عن خارطة مقسمة فيها الولايات ماذا تقول؟ - أصدرنا دليل الجواذب السياحية في السودان بغرض توزيعه داخلياً و خارجياً، كما أعدت الوزارة مسارات سياحية بالإضافة إلى خارطة طريق للسياحة في إقليم دارفور.