٭ سئل الرئيس المصري المعزول حسني مبارك عقب اعتلائه كرسي السلطة هل ستسير على نهج عبد الناصر أم السادات، وبذكاء يحسد عليه أجاب الرجل (أنا حسني) .. ولعل ذلك لسان حال الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير أحمد الحسن الذي قاد الحركة في دورتها الأخيرة، وفي فترة مليئة بالصعاب والصراعات داخلياً وخارجياً ٭ ولذلك كان مهماً والحركة الإسلامية تكمل جاهزيتها لعقد مؤتمرها التنشيطي النصفي يومي الجمعة والسبت المقبلين - وهو المؤتمر الأهم للإسلاميين - أن يكون الهدف الرئيس منه تقييم تجربة ومسيرة الحركة خلال دورتها الراهنة.. ٭ ينعقد المؤتمر والحركة الإسلامية تلاحقها اتهامات، بأنها أضحت أسيرة الحكومة والحزب الحاكم، وأنها ترضع من ثدي الحكومة، وحدث لها ضمور أبعدها عن مهامها ورسالتها ودورها التزكوي والدعوي الكبير وسط المجتمع. ٭ لكن ماهو ليس بخاف أن الحركة تمردت على الواقع الداخلي والخارجي من تحديات وتعقيدات وتجاوزت وبصعوبة بالغة مشاكل بحجم إعصار (تسونامي) كان من الممكن أن تبتلعها وتجعلها تذوب بحق وحقيقة في الحزب الحاكم، والذي لولا الحركة الإسلامية ، لظلت التشوهات تكبر يوماً بعد يوم في جسده مثل المرض الخبيث. ٭ أحدثت الحركة الإسلامية توازناً في المشهد الداخلي الذي أكثر فيه الحزب الحاكم من (دغمسة ما ليها أول ولا آخر)، وهي -أي الحركة - غير مبرأة مما يجري بشأن بعضاً منه، ولذلك يعد المؤتمر التنشيطي فرصة ذهبية لإجراء الجرح والتعديل والتصويب للأخطاء والتقييم للتجربة. ٭ قد يتساءل سائل لا ينظر للأوضاع بعين فاحصة، وغير عميق في التشخيص عن ما حققته الحركة ؟؟ والإجابة ببساطة أن كلمة السر في ذلك في شخص الأمين العام للحركة الشيخ الزبير أحمد الحسن، والذي هو صاحب مدرسة خاصة قائمة على الوسطية والإعتدال، وهو أصل ومنهج الحركة بل أهم مرتكزاتها. ٭ تحملت الحركة في عهد شيخ الزبير عبئاً ثقيلاً، وورثت تركة مثقلة من المشاكل كان أبرزها ما صاحب مؤتمرها العام الأخير من استقطاب حاد، جعل البعض أمثال د. غازي صلاح الدين وآخرين يشقون عصا الطاعة، لكن تنزيل شيخ الزبير لمنهج الوسطية وتوسيع ماعون الشورى مكنها من تحقيق برامجها ومشروعاتها. ٭ علا صوت الحركة الإسلامية بشأن الأوضاع خارج الحدود، وتحديداً ما جرى في الشقيقة مصر، فأثبتت من ذلك الموقف أنها لاعب أساسي وليس إحتياطياً، عندما ينظر البعض للمؤتمر الوطني وتصويره كالنجم. ٭ كثيرون ينتظرون من الحركة الإسلامية وهي تهاجر إلى الله أن تهاجر بعد ذلك إلى المجتمع وتواصل التغلغل فيه، فهي أكثر رسوخاً من المؤتمر الوطني، وأرفع مقاماً منه، فهي مشروع صدق ولذلك يجمع الصادقين (وبس).