تحقيق :ابتهاج العريفي :/ تصوير : سفيان البشرى : ٭٭ صرخة داوية أطلقها أهالي منطقة (العلوياب) الواقعة شمال بحري والتي تبعد حوالي 18 كيلو متراً عن مدينة بحري، الذين ارتفع صوتهم وبحت حناجرهم من أجل البحث عن حلول لتأهيل منطقتهم، واصفين أنفسهم بأنهم (مهمشين) من شدة المآسي التي يعيشونها.. «آخر لحظة» كانت هناك ووقفت عن قرب، فرأت ما لا يسر العين داخل مدرسة الأساس الوحيدة بالمنطقة، والتي تأسست في العام 1969م.. فصولها متهالكة وآيلة للسقوط في أي لحظة على رؤوس التلاميذ والتلميذات، بجانب الاختلاط بين التلاميذ والتلميذات في هذه الفصول، التي تعاني نقصاً في الإجلاس والكتب، وإن الأخطر من ذلك كله، فإن نسبة الفاقد التربوي بالمنطقة بلغت 100%، إنسان هذه القرية يفتقد أبسط الخدمات على رأسها مياه الشرب التي يتحصلون عليها بعد معاناة عن طريق عربات (الكارو) .. منظمة السقيا الخيرية تبرعت لأهالي المنطقة بحفر بئر للمياه للمدرسة والمركز الصحي بالمنطقة الذي يقدم خدماته لمواطني عدد من القرى المجاورة، بالرغم من افتقاره للعديد من الأساسيات في مقدمتها معمل التحاليل الطبية . ٭ تدني التحصيل وابتدرت الحديث إحدى المعلمات، وقالت بحسرة إن الاختلاط والاكتظاظ أدى إلى تدني مستوى التحصيل وسط التلاميذ والتلميذات، وأشارت إلى أن الصفين الأول والرابع يصل فيهما عدد التلاميذ إلى (104) طلاب، مما يجعلهم لا يستوعبون درساً واحداً خلال اليوم، بجانب أن الفصول الأخرى تسستوعب أكثر من (80) تلميذاً وتلميذةً، وأضافت أن الكارثة الكبرى وجود أعمار كبيرة وسط التلاميذ، وأشارت إلى النقص الكبير وسط المعلمين داخل المدرسة ٭ سن مراهقة ويقول رئيس اللجنه الشعبية بالقرية محمد بخيت العوض إن المدرسه تستقبل تلاميذ وتلميذات من خمس قرى متاخمه للعلوياب، وأضاف إنهم تقدموا بعدة خطابات لمعتمد المحلية السابق لفك الاختلاط الذي وصفه بالهاجس الذي يؤرق أهل المنطقة، وقال إن أولياء الأمور قاموا بإخراج بناتهم من الصف السابع والثامن، نسبة لوجود تلاميذ في سن المراهقة، وهذا يتعارض مع وجود أولاد وبنات مختلطين في مثل هذا عمر ، ويمضي العوض قائلا إنهم طالبوا معتمد بحري بزيارة المنطقة للوقوف على الأوضاع داخل المدرسة، والعمل على صيانتها وتقديم الدعم لقيام مدرسه ثانوية، خاصة وأن المنطقة لا توجد بها مدرسة ثانوية، وأن أغلب التلاميذ والتلميذات يتوقفون عند مرحلة الأساس، ولا يستطيعون إكمال دراستهم، لأن أقرب مدرسه ثانوية تبعد (10) كيلو مترات عن الحي، وأن أولياء الأمور لا يحبذون إرسال أبنائهم للدراسه خارج القرية، نسبة للظروف الاقتصادية، وأضاف العوض في حديثه ل «آخر لحظة) إن اللجنة قامت بتقديم طلب لمدير المرحلة الثانوية لإنشاء مدرسة ثانوية، منوهاً إلى أن بالقرية أرض مساحتها (23) فدان يمكن أن تشيد عليها المدرسة ومركز صحي. ٭ زوار الليل ويحكي أحد المواطنين أنهم طرقوا كل الأبواب في سبيل توفير أبسط الاحتياجات والمتمثله في المدارس والمراكزالصحية وتأسيس مكتب بسط أمن شامل، لا سيما في ظل تزايد أعداد زوار الليل، مبيناً أن المدرسة الآيلة للسقوط نفسها لم تسلم من السرقه في مرات عديده . ٭ مركز بلا معمل وقال مدير المركز الصحي د. عبد الله محمد مصطفى إن المركز يعاني من عدم توفر الكوادر العاملة، وأن المركز يستقبل في اليوم (20) مريضاً، ولا يوجد به فني معمل، وحتى الآن المركز يعمل دون معمل، وهناك معاناة حقيقية للمرضى .. لافتاً إلى أن إدارة المركز خاطبت وزارة الصحة ولاية الخرطوم لمعالجة النقص في الكوادر الطبية بالمركز، إلا أن الوزارة تتحجج بعدم وجود وظائف حالياً، وكشف مدير المركز عن مطالبته بضرورة توفر مولد كهربائي للمركز، لوجود لقاحات وأمصال داخل الثلاجة، حتى لا تتعرض للتلف، بجانب إدخال خدمات الأسنان والعيون.. وشدد على أهمية إنشاء غرفة للولادة، نتيجة للمعاناة التي تواجهها النساء لحظة المخاض.. خاصه وأن الطريق وعر وغير معبد . فيما قال الدكتور إسلام محمد الأمين الذي يقطن منطقة الصافية، إنه ياتي يومياً ويواجه معاناة بالغة في الوصول إلى المنطقة، ولكن تعامل أهل المنطقة جعله يتمسك بالعمل بها، وذكر أن أكثر الأمراض التي تتردد على المركز (الملاريا التهابات الصدر ولسعات العقارب والثعابين)