بدون مقدمات أو كلفة خطرت للذاكرة صورة ابننا/ الشيخ أحمد بابكر.. ترزي السيدات السابق بالخرطوم بحري.. والذي كان في ذلك «الزمن الجميل» أحد ملوك مهنة تفصيل ملابس العرائس عندما كانت «ملابسهن» تفصل.. أي قبل ظهور موضة الجاهز المعمول به حالياً في شتى المجالات.. وليس الملابس وحدها.. وتدور عجلة الزمان ويترك ذلك الخياط الفني البلاد.. ليبتلعه الاغتراب بدول الخليج لعشرات السنين..! لكنه لم يخب ظننا فيه.. فعاد إلينا بحمد الله سالماً ولكن بعد طول غياب.. وبالرغم من أن هناك مياهاً كثيرة قد مرت تحت الجسر «أثناء غيابه».. فلم يدعنا نشعر أبداً بأن زمانه قد فات أو غنايه قد مات- علماً بأن الماضي قد أصبح له مجرد ذكريات.. فوجدناه حقيقة ما زال يحتفظ بالكثير الجميل عن ذلك الزمن القديم.. وبصورة تصلح «لعمل كتاب». لذا جلسنا إليه.. وسألناه عن ملاحظاته بعد العودة.. خاصة في مجاله السابق «الأحسن القديم أم الجديد».. فأجاب: بأن قطع شك أن الجديد قد يكون الأحسن- رغم ارتفاع التكاليف.. كما أنه وجد أن هناك عادات كثيرة قد اندثرت وحل محلها الجديد.. فمثلاً يقول: إنه صار بالإمكان الآن عمل عقد القران والدعوة للوليمة والاحتفال الغنائي كلها في صالة «وفي نهار يوم واحد» وما في داعي إلى طول يا ليل مع السهر الكتير ومشكلاته المتنوعة. لأنه من ناحية عملية.. فإن ذلك يساعد في توفير الوقت والجهد والمال.. وحتى تكتمل الصورة يكون جميلاً لو أن الدولة ساهمت في التسهيل مع الإكثار للزيجات الجماعية.. أيضاً الانتباه إلى وجوب «تأمين الصالات التي تقام فيها هذه الأفراح ضد المخاطر».. لأنه وبالمشاهدة اتضح أنها كلها مغطاة بمواد قابلة للاشتعال.. مع كثرة التوصيلات الكهربائية.. إضافة لانسياب الهواء البارد المضغوط.. مع ازدحام المكان بالمدعويين وقلة المخارج. وقد استعان في بناء نظريته تلك على كثير من المشاكل والمخاطر التي حدثت أثناء وجوده بدول الخليج في تلك المجالات.. ومن هنا نحن «بالصحيفة» نضم أصواتنا إليه ونوصي بأن تهتم الجهات المسؤولة عن التصديقات الخاصة بهذه الصالات.. بتوفر كل وسائل السلامة ودرء المخاطر.. وفي رأينا أن في ذلك شيئاً يشكر عليه خاصة أننا حديثو عهد بالأمر.. وقد تنقصنا بعض التجربة فيما ذكر. مع سلام للجميع بالبداية والختام. الخرطوم - الحلة الجديدة