ومازلت.. (أعرق وأجف).. وقلبي واجف.. وفؤادي وجسدي المنحول راجف وأنا في الساعة الثانية من الامتحان وأمطار وقسوة.. وصعوبة الأسئلة.. فقد أنفقت ساعة بالأمس من زمن الامتحان.. وهاهي ساعة أخرى تزحف في إيقاع أسرع من جياد مالهن قوائم.. و(رئيس التحرير) بعد انقضائها .. يهتف (ضع القلم) وكسباً للزمن.. ودفاعاً عن الوقت لن أحكي عن روعة الأسئلة التي كنا نحياها.. قبل مجئ الأحبة ملاك المشروع الحضاري.. ومفجري إعصار الإنقاذ.. فقد كانت لنا أيام.. وكانت كل أسئلتنا بهيجة بهية.. تتدفق من صدور المبدعين.. مصحوبة بحلاوة وروعة التطريب.. دفقات الموسيقى.. تغريد أوتار الكمان.. و(نقرات) ماهرة.. غنيِّة جزلة من أنامل الراحل (الزبير) أشهر وأمهر عازف (بنقز) عرفته المغاني.. والمعازف.. والمزامير.. (ياحليل) أسئلتنا عندما كانت فقط مثل بخاف أسأل عليك الناس.. وذاك البديع (عركي).. وكانت أصعب.. وأخطر أسئلتنا.. هي عندما .. يهتف بها (عثمان) وسل الشاطئ كما كنت ألقاك دواماً.. وهاهي.. المصابيح تأفل والنجيمات ترحل.. والضوء ينسحب من الكون.. وتأتي الساعة 25 ثم إظلام ورعب اليوم الثامن.. ونسأل. نسأل الحكومة.. أو المؤتمر الوطني.. ولا بأس إن أنابت عنهما وزارة المالية نسأل .. والله لا نبتغي غير الحقيقة شيئاً.. نسأل في جدية ورصانة.. ولكن قبل السؤال.. نقول.. بل نؤكد.. كما جرت سنن الوظيفة والوظائف.. العمل والأجر هياكل الخدمة والفصل الأول ..نؤكد بل يؤكد الكل لأن الكل يعرف أن أي وزير أو أي والي أو أي معتمد.. وأي رئيس هيئة.. له مخصصات.. و (ماهية عديل) وهذا حق لا ينتطح فيه عنزان.. وإليكم السؤال.. هناك هيئة عرفنا اسمها بل سمعنا بها لأول مرة في حياتنا.. ودعوني أكون أكثر دقة.. أنا الذي سمعت بها لأول مرة في حياتي.. وهي هيئة الدعاء والتضرع.. سمعت بها عندما غادر مولانا بدر الدين طه إخوته في الشعبي مغاضباً.. وهو الذي كان قد التحق بهم بعد أن خرج من المؤتمر الوطني .. أيضاً مغاضباً.. ثم عاد لأحبته في المؤتمر الوطني مصالحاً.. عندها.. علمنا أن (إخوته).. قد أجلسوه على رأس هيئة تسمى (الدعاء والتضرع).. وحتى هذه ومرة أخرى قد بارحها بعد أن غادر ( المؤتمر الوطني) مرة أخرى مغاضباً .. وكل ذلك لا يهمنا في كثير أو قليل.. لا شأن لنا البتة بكل تلاحم.. أو تشققات تحدث في جسم ذاك البنيان الذي كان (مرصوصاً) الذي يهمنا.. وللعلم فقط.. هل لهذه الوظيفة وظيفة (الدعاء والتضرع) هل لها راتباً شهرياً (يعني ماهية عديل كده).. إذا كانت الإجابة بلا.. فهذا يفرحنا ويسعدنا.. ويبهجنا.. لأنه يتسق مع عظمة ونقاء وأضواء دين الله الحق.. أما إذا كانت الإجابة بنعم.. هنا.. تنفجر أسئلة.. في طوفان دونه تسونامي جنوب شرقي آسيا.. الذي مسح من على ظهر اليابسة.. بلاداً وناساً وجبالاً وأشجاراً.. أولها وأخطرها وأجلها.. هل للدعاء مقابل في هذه الدنيا يحسب بالجنيه ( والبدلات) و(قروش) غلاء المعشية وهل للتضرع هيكل وظيفي به سيارة ومدير مكتب وسكرتيرة.. رحمك الله وجعل الجنة مثواك وألحقك بالصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً أيها العابد المتضرع الخاشع (ابن الفارض) وأجلسك الله في سرر مرفوعة وآتاك جلت قدرته فاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة.. إمامة الخاشعين المتضرعين (رابعة العدوية) وسقى الله قبرك هاطل المزن.. وكلماتك مازالت يتردد صداها في كل الدنيا.. وأنت تقولين صادقة صادحة بالحق.. (اللهم إني إن كنت أعبدك طمعاً في جنتك فأحرمني منها وإن كنت أعبدك خوفاً من نارك فاحرقني بها). وسؤالي الثاني الذي أرجو عليه إجابة هو صورة بالكربون من سؤالي عن هيئة (الدعاء والتضرع) وأعني به (الذكر والذاكرين) التي يشغل أركانها صديقنا.. الودود الحبيب الصديق عذب الحديث.. المهندس الصافي جعفر. نحن في انتظار الإجابة وغداً أسئلة أخرى.. مع السلامة.