٭ عصر أمس كنا في مزرعة أخينا الباشمهندس «الحاج عطا المنان» بضاحية الجريف غرب. ٭ ذهبنا لدعوة غداء على شرف الصحفي السعودي الزائر «قينان عبد الله الغامدي» ٭ «قينان» من الوجوه الصحفية البارزة في الصحافة السعودية والعربية.. عمل رئيس تحرير ومؤسس لثلاث صحف.. وهي صحف «البلاد» و«الوطن» و«الشرق».. ونائباً لرئيس تحرير صحيفة «عكاظ» ويدير الآن مؤسسة ترويجية.. إضافة لبرامج أسبوعية ومقالات في الفضائيات والصحف السعودية. ٭ «قينان» جمعت بينه وبين السودانيين «محبة» خاصة ويرتبط بصداقات عديدة معهم.. وزيارته الحالية هي الثانية والأولى كانت قبل ثلاثين عاماً. ٭ قال الصحفي اللامع وفي حضور عدد كبير مقدر من رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة: «من رأى ليس كمن سمع» وحدثنا كثيراً عن انطباعاته حول الزيارة وإعجابه «بالأزوال» خصوصاً بعد وصوله الخرطوم.. ضحك وهو يقول كلهم «واحد.. اللي قابلتو في الفندق أو في السيارة أو الشارع أو مثل هذه المجالس الرفيعة أو مكاتب المسؤولين.. كاهم يقابلونك بابتسامة واحدة»!! ٭ وكعادة جلسة الاحتفاء السودانية بالضيوف «تبسطنا وانبسطنا» في الحديث والذي لم يخرج عن صياغ العلاقة الحميمة التي تربطنا بالشقيقة «السعودية» حكومة ودولة وشعباً.. والبحر الأحمر «واصل» وليس «فاصل» بين البلدين.. و الشعبان تجمع بينهما الكثير من «العلائق» المشتركة والمعروفة للجميع. ٭ حاصرنا الضيف بأسئلة ومداخلات وبطبيعة الحال فالصحفي في مثل هذه الجلسات يكون «جاهزاً» ومستعداً لأي سؤال.. وحدثنا بإسهاب عن التطور الذي تشهده السعودية في كل المجالات. ٭ وهنا التقط «خيط» الحديث زميلنا وصديقنا الكاتب الصحفي محمد خير.. وبقبعة الأديب والشاعر حدثنا عن «الطفرة» التي حققها الأدب السعودي الحديث الذي ظلمته طفرة «البترول».. رغم أنه أثبت جدارته ويشق طريقه باقتدار ليمثل مكانة متقدمة في الخريطة الأدبية العربية وخير مثال فوز رواية «ترمي بشرر» للروائي السعودية «عبده خال» بجائزة الرواية العربية العالمية قبل خمسة أعوام. ٭ ربما جاءت السانحة هنا للإشارة للموقع الريادي للسعودية واحتلالها لمكانة كبيرة ودور إقليمي وعالمي بات يتعزز في الساحة الدولية وباعتبارها محور «ارتكاز» العالمين العربي والإسلامي ومحط أنظار أكثر من 2 مليار مسلم على مستوى العالم. ٭ عندما نشبت «الأزمة» الأخيرة مع إيران والتي تطورت بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وجدت السعودية نفسها في موقف «مريح» بتضامن وتأييد عربي وعالمي واضحين لسلامة موقفها وعدالة قضيتها في هذه الأزمة مع إيران والتي لم تكن الأولى ولا الأخيرة.. فلا أحد يرضى التدخل الداخلي في شؤونه أو تصدير «القلاقل» والاضطرابات وكافة أشكال الإرهاب. ٭ الروح السمحة التي لمسها «قنيان» في شوارع الخرطوم هي وحدها التي تفسر وتشرح أبعاد قرار الخرطوم «الرسمي» في الوقوف مع السعودية.