كلما تمددت أزمة الغاز نسمع قصصاً وروايات حدثت لبعض المواطنين، زادت من معاناتهم.. فالقصة كبيرة وتجاوزت الأزمة التي يبدو أنها ستتطول، كما أن البعض اتخذ منها مورد رزق إضافي، الأزمة التي كانت موسمية وترتبط بصيانة المصفاة تعدتها بثلاثة أشهر، كل يوم نسمع سبباً جديداً من المسؤولين.. المهم في معيتي قصص واقعية تعكس معاناة المواطنين أولها كانت قصة منى وانبوبتها التي ضاعت في صف الغاز ووجدتها بعد أن دخلت في حالة إعياء وكثر كلامها بصورة ملحوظة. أما إحسان التي أكدت لأختها أن الطلمبة التي في حيهم يأتيها الغاز بصورة شبه منتظمة، ولم تتأخر أختها فحملت انبوبتها الفارغة واوصلتها لأختها التي ما كان منها إلا وأن وضعت انبوبتها وأنبوبة اختها في ركشة وقصدت الطلمبة منذ الصباح الباكر، وعندما وصلت عقارب الساعة للثانية تركت ابنها ونبهت من حولها لأنابيبها وذهبت لمنزلها، المهم انشغل الولد مع أصحابه وبعد فترة جاء ليطمئن على الأنابيب في الصف، فإذا به يتفاجأ بانها غير موجودة، وسأل الحاضرين وقالوا له إن أحدهم أخذها بعد أن عمل (جوطه) وأكد أنه لا يريد الغاز وحمل الأنابيب وذهب، وقد اعتقد الحاضرين أنها ملكه، اتصل الولد على والدته وأخبرها، وما كان منها إلا أن أطلقت صرخة قوية وفتحت باب المناحة على مصراعيه، فهي لا تستطيع شراء أنبوبة جديدة، ولا تستطيع إخبارأختها بهذا الخبر الشؤم، وحملت حالها لمكان الحادث وأرعدت وأزبدت وتوعدت، لكن كل ذلك في الهواء، فالأنبوبة في الطلمبة على مسؤولية صاحبها، وبعدها فتحت منزلها لتلقي التعازي والنسوان (كارات كارات داخلين ومارقين ) منهن من تواجبها وهناك من تبكي معاها وتمشي... أما القصة الأخرى حدثت في وفاة عم محمد أثناء انتظار تحضير الجثمان للدفن، جاءت إحدى النساء وأخذت تهمس في أذن كل واحدة «قالوا الغاز جايبنو هسي في سوق البيع المخفض»، وكانت هذه الكلمات التي اربكت المكان كافيه لإفراغ بيت البكاء من المعزيات، وكل واحدة تتلفت وتخرج خلسة وامتلأ صف الغاز، ولم يبقَ في بيت العزاء إلا أقرباء المرحوم من الدرجة الأولى وبعض الثانية.. سادتي قصص كثيرة ومثيرة نحاول تجميعها ونشرها فانتظزونا.