عندما سئل برنادشو عن وضع الاقتصاد في العالم ،أشار بيده إلى صلعة رأسه الكبيرة ولحيته الكثيفة وقال بسخريته المعروفة (غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع )،ذكرني أسلوبه هذا بشركات الاتصال وماتتمتع به من إمكانات وماتقدمه لمشتركيها، (بارك الله فيها )من حوافز في شكل جوائز ، من عربات وقطع سكنية وذهب وغيرها لمن يلمع رقم هاتفه ،هاتفا بحظه السعيد من بين الملايين المشتركة ، وكلهم يضع هاتفه أمامه، لحظة الإعلان عن الجائزة وكلهم أعين جاحظة نحو شاشة التلفاز، وكلهم غاضب إذا تحدث أحد الحاضرين معه وكأن المتنافس معه فردا واحداً ،وقد يفوز بها من هو في غنى عنها وقد يفوز بها من كله حاجة وفقر وهذا كله خير، يستحق الشكر والتقدير ، ولكن لكل فرد في الحياة رأيه فرغم أن أهل الشأن ، ولاشك أنهم قد جلسوا ومحصوا الأمر في كيفية طريفة الجائزة ،ولكن من رأيي وأنا من المشتركين ، كذلك أقول لهم لا شك أن السواد الأعظم ، من المشتركين هم في حاجة ماسة حتي لمصاريف يومهم الواحد ، ناهيك عن حاجاتهم الأخرى في حياتهم ، فمنهم من هو مريض يحتاج حتي لحق الدواء ، وقد يجلب هاتفه لشراء الدواء ومنهم من له دارس أو هو نفسه يدرس بالجامعات ويحتاج إلي مصاريفه ، ومنهم من يحتاج لكساء أبنائه أو إطعام يومهم وتتعدد الحوائج وتختلف محنها فهي قد تكون أكثر من عدد المشتركين في شركات الاتصال نفسها فما بالها شركات الاتصال لو أنها عدلت من رأيها فقسمت ووزعت الجائزة على سبعين مشترك أوخمسين مثلا فهل فات عليها، أن مايأتي للفائز منهم قد يفوق دخل أكثرهم الشهري فإن هم استصغروها ، فهي في نظري قمة السعادة ، لأسرة المشترك وفيها الكثير من حلول مشاكلهم ، وكلما كثر عدد الفائزين كلما كبرت مساحات السعادة لدى الفائزين وأسرهم وانتشر فضل الشركة مهما كان حجم الجائزة، رغم أن ميسوري الحال يستصغرون الألفين والثلاثه ويعتبرونها ليست ذات جدوى ولاتمثل لهم شيئاً من السعادة ولكن بالمقابل يحس بها المعسرالمحتاج ويكاد يطير بها فرحا (والجمرة لاتحرق غير الواطيها) وهذا رأيي لتعم الفرحة بين المشتركين رغم قلتها فهي كبيرة مادامت هبه وعظيمة مادامت هدية واهلنا قديماً لهم مقولة وهي (لاحاريها ولاداريها)وتقال لمن يشنف ويستصغر مالا يتوقعه وشرعا يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (لاتحقرن من المعرف شيئا )ولا أشك أبدا أنه إذا تعدل الرأي بعدد أكبر للجائزة أن ينال الفريقان فائدته المشرك والمشترك.