لم يتمكن الكثير من المسؤولين بالدولة من زيارة بعض المناطق المتنازع عليها .. إلا أن وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر كسر حاجز الصمت في أول خطوة جريئة داخل حلايب بشرق السودان . ٭ نشأته ولد الأمير أحمد سعد عمر في عام 1948م حفيد المك مساعد زعيم الجعليين، ويطلق عليه لقب الأمير نسبة لوالدته الأميرة نفيسة ابنة السلطان علي دينار، نشأ بحي (أبو روف) العريق بأمدرمان النابض بالحركات الأدبية والفنية والسياسية. درس الأولية والوسطى ب (أبوروف) وانتقل إلى مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية، وبعدها توجه إلى الرياض العاصمة السعودية لدراسة الصيدلة، وهو ابن خالة مأمون بحيري الإقتصادي الشهير، متزوج وأب لعدد من البنين و إبنة واحدة يقيمون بإنجلترا . ٭ صفاته عرف عنه تواضعه واعتداله بجانب أنه كاتم للأسرار من الدرجة الأولى، الأمر الذي جعله الذراع الأيمن للشريف حسين الهندي، وملازماً له في حله وترحاله، وكلفه بالكثير من المهام الصعبة والدقيقة في ملفات العمل المعارض الخارجي والداخلي، بجانب إجادته لكثير من اللغات: العربية والإنجليزية والأمهرية والفرنسية، فهو يعشق العمل خلف الكواليس، وبعيداً عن الأضواء، لذلك قد يصنف كشخصية غامضة تلعب أدواراً بارزة في دهاليز الظلام، و يرى فيه القيادي بالحزب الإتحادي الأصل ميرغني مساعد أنه حكيم الحزب، نسبه لهدوئه وشهد له بأنه لايرفع صوته على أحد قط . ٭ عمله السياسي كانت بدايته السياسيه بإنضمامه إلى معسكرات التدريب العسكري في أثيوبيا في عام 1969م، والتي نظمتها الجبهة الوطنية بقيادة الشريف الهندي، بالرغم من أن بدايات الأمير سعد السياسية تصنف تحت لواء الحركات الإسلامية، إلا أن عمله في البداية كان لخدمة الوطن وبعيدا ًعن التحزب، وكان من المشاركين في مايو 1971 بحسب ميرغني مساعد، كما يعتبر أحمد سعد أكبر مستودعات أسرار حركة يونيو 76، وأفضل من يتحدث عنها لإلمامه بكل كبيرة وصغيرة في ذلك الملف .. وبعد وفاة الشريف حسين الهندي في يناير 1981م واصل المشوار في قيادة الجبهة الوطنية، وتولى الإشراف على معسكراتها، ولكنه لم ينضم للحزب الاتحادي الديمقراطي، بل تحول من تنظيم الأخوان المسلمين إلى حزب الأمة جناح الإمام الهادي عقب المصالحة التي عقدها الأخوان مع نظام نميري، وظل في حزب الأمة جناح الإمام الهادي بقيادة ولي الدين حتى عودته إلى الداخل بعد الانتفاضة، حيث أعلن انضمامه للحزب الاتحادي الديمقراطي، وترشح باسمه في دائرة الزعيم الأزهري في العام 1986 بأم درمان (بيت المال - أبوروف، ودنوباوي)، وفي ذلك يسخط عليه بعض قيادات الحزب الإتحادي لعدم ثباته على مبدأ واحد، مما جعلهم يعتقدون أنه يلهث وراء مصلحته في المقام الأول، ومنهم القيادي بالحزب الإتحادي علي نايل الذي أنتقد تقربه من الميرغني بعد وفاة الهندي . ٭ مهندس المشاركة تم ترشيحه لمنصب والى الخرطوم، وتم تعيينه كوزير لمجلس الوزراء في 2010 ممثلا للإتحادي في الحكومة، بعد أن فتح المؤتمر الوطني الباب للمشاركة السياسية لبقية الأحزاب، لم ينعم المؤتمر الوطني بمشاركة هادئة ناعمة من الإتحادي كمشاركة الأمير أحمد الذي كان مهندساً لها إلى أن وصفها البعض بأنها فصلت على مقاسه، وقوبلت مشاركة سعد وآخرين من حزبه في الحكومة بهجوم حاد من قبل التيار الرافض لها داخل الحزب، وصلت حد أن وصف البعض وزراء الاتحادي بأنهم صاروا (مجرد موظفين)، ولم يقدموا ما يفيد الوطن والمواطن ولا حزبهم، ويقول علي نايل القيادي بالحزب إن مشاركة حزبهم في الحكومة أضعفت الحزب وفتت قواه، وأشعلت في داخله فتنة، فيما يرى البعض أن المشاركة مكنت الاتحادي من الوقوف على حجم الأزمة التي تمر بها البلاد والمساهمة في إيجاد مخرج لها. ٭ طرد الأمير . فى أمدرمان من داخل نادي الخرجيين وفى احتفالية باليوبيل الماسي للخريجين عكر جو الاحتفال وصول أحمد سعد ووزير التجارة آنذاك عثمان عمر الشريف، كوزراء لحزب الميرغني فى الحكومة، حيث رفض الحضور تواجد الوزراء داخل الاحتفال، وحاول الوزير عثمان عمر الشريف الصعود لمخاطبة الحضور فتفجر الوضع وبدأ الهتاف ضدهما. ٭ في الدوحة زار الوزير أحمد العاصمة القطرية الدوحة في 2010 كعضو المكتب السياسي والمسئول عن الملف الدارفوري بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وذلك بغرض الإشراف على تنفيد توصيات ملتقى أهل السودان بالنسبة لموضوع دارفور، ولقد أسهم وجوده بين المتفاوضين فى الدفع بالمفاوضات وإثرائها، وذلك نسبة للمكانة الكبيرة والاحترام الذي يحظى به الأمير في الأوساط الدارفورية، وأيضا للخبرات الواسعة للأمير فى شئون الحركات النضالية . ٭ في حلايب موخراً تفقد الوزير محلية حلايب، وكان على رأس وفد من الهيئة القومية للمواصفات، وتفقد العمل بميناء أوسيف، وخصوصاً صادرات الإبل والمحاصيل، وكانت الزيارة في إطار برنامج إصلاح الدولة.