ششاعترف إنني بليد جدا في متابعة الحراك الرياضي وأثناء متابعتي للدوري الممتاز ومنافسة كأس السودان برفقة بعض الأصدقاء المتهورين من عشاق المجنونة كرة القدم اكتشفت ولأول مرة ان التعليق الرياضي في السودان يجيب القرف والطمام ، تعليق باهت وأي كلام ، فالمعلق الرياضي لدينا يرفع عقيرته بالصياح مثل إنسان نعسان يرتدي بيجامه لونها كحلي ، للأسف المعلقون الرياضيون في السودان رغم متابعتهم لفنون التعليق في المنافسات العالمية الا أنهم لا يستفيدون من ذلك ، وكما يقال ( ايش تسوي الماشطه في الوجه العكر ) ، وحتى لا يصاب عشاق الرياضة السودانية بالإحباط ويطلع زيت زيتهم اقترح استقدام معلقون من بلاد الواق واق ليحلوا بدلا عن كوارد التعليق التعبان أمثال الرشيد بدوي عبيد وزمرته ، كان الله في عونهم وعون عشاق المجنونة في السودان ، لكن كان معلق مباراة كأس السودان في قناة الشروق رجل مشرف على كل حال ، المهم ، والله العظيم لو كنت امتلك قرارا تنفيذيا لأصدرت فرمان من بيت الكلاوي لوضع جميع المعلقين لدينا في الرف . لان استمرارهم سوف يعلق أرواح المتلقين وربما يصيب عشاق الرياضة وهم بالملايين في السودان بأمراض القلب والشرايين والضغط والسكري ، بالمناسبة رغم ان التعليق الرياضي في السودان شين بامتياز لكن التعلق الرومانسي في المطلق جميل وله نكهته الخاصة ، فمثلا كلما استمعت إلى الفنان الراحل طلال مداح وهو يشدو بأغنية (تعلق قلبي بطفلة عربية تنعم بالديباج والحلي والحلل ) ، اهتف من أقاصي القلب وأتصور حال المحبين والعشاق المعلقين على طاقة السهر ، ومثل هذا النوع من التعلق جميل جدا ، بالمناسبة نحن في السودان نعاني كثيرا من حكايات التعليق بمختلف أشكاله ، وإذا نظرنا إلى الوراء بغضب نجد ان هناك الكثير من الأمور المعلقة على شماعة الإهمال ومن هنا أقول أن الشعبطة والتعليق لدينا خشم بيوت ، كما ان مفردة معلق ومعلقة في الوطن المرشح للانفصال لها معاني كثيرة ، معاني تجعل اكبر إنسان مكشر و( مسنوح) مثل حالاتي يفقع ضحكة مجلجلة تصل من حلفا إلى نمولي ، في هذه الايام المفصلية من عمر الوطن نجد ان الكثيرين يحلمون بتعليق عملية الاستفتاء على مصير الجنوب ، لكن هيهات ، التعليق على الشماعة فات زمانه وأصبح من مخلفات الماضي ، عموما أسأل الله ان نعلق عملية عودة الحرب على شماعة العقل، وأتصور ان أي مواطن سوداني يتمنى عدم دوران طاحونة الحرب اللعينة مرة اخرى ، فإذا دارت الطاحونة عليه العوض ومنه العوض فربما يصبح السودان وطن معلق في الهواء ، وينطبق علينا المثل الشهير كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا .