عندما وصلنا حاضرة جنوب كردفان كادقلي شعرت أن المدينة تعرض وتستقبل «شبال» من الجبال الشامخة كشموخ أهلها، والتي تحتوي المدينة مثل أم تحتضن طفلها بين ذراعيها وتحتويه.. غسلت الولاية بدنها من رجس الحرب، وبدأت فيها همة وعزيمة وسط أهلها. بدأت المدينة تتجمل كأهلها، استقبلت أرض المدينة «الإنترلوك» ورقد على شوارعها، مثلما استقبلت المدينة الجريحة الرصاص والدانات التي غطتها في وقت سابق. كادقلي: أسامه عبد الماجد احتفال مهيب تذكرت الشعار القوي الذي رفعته الولاية «الدانة ولا المهانة».. وهاهي الولاية ترفع رأسها في شموخ وإباء، وترفض أن تنحني للتمرد، كان مشهداً مهيباً، والمكان يضيق بالحضور رغم براحته والولاية تدشن احتفالاتها بالاستقلال بطابور عرض عسكري ضخم تأسياً بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم «رحم اللَّه امراً أَراهم اليوم من نفسه قُوة».. كان ثلاثة من الضباط الشباب يتبارون في تقديم البرنامج، أحدهم ألقى قصيدة يقول مطلعها «عشقنا الكاكي عشان لابسه رجال ما هراشة .. مابتلاقي العدو وفي وشها بشاشة». رسائل للتمرد كان واضحاً أن الأجواء توحي بأن لوالي الولاية اللواء د.عيسى آدم أبكر رأياً وأن الاحتفال في حد ذاته رسالة للتمر،د ولذلك كانت كلماته في الاحتفال متسقة تماماً مع واقع الحال، حين قال إن الاحتفال لرفع التمام لرئيس الجمهورية، وزاد «بالفعل وليس كلام بالخشم تأكيداً لأن جنوب كردفان آمنة ومستقرة». ولفت عيسى الانتباه إلى أمر، وهو أنهم سبعة أشهر لم يطلقوا طلقة للحرب، حتى أنه قال «دباباتنا زعلانة وراجماتنا حردانة وكتائبنا شفقانة»، وطلب آدم، الإذن من الرئيس بتطهير الولاية من التمرد، وتابع «أدينا فرصة للسلام انحيازاً للضعفاء من العجزة والنساء والأطفال»، وأردف: «بعد دا ما تلومونا»،لكن مع ذلك أظهر الوالي ميلهم للسلام، مؤكداً أنهم سيظلون يمدون أياديهم للسلام لأجل إنسان الولاية، وأضاف أن القوة ذاتها لأجل السلام. إنسياب الحركة: وصف اللواء أمن د. عيسى آدم، الولاية بالآمنة، ولفت إلى أنها تشهد استقراراً في معظم محلياتها، واستدل بانسياب الحركة في الطريق القومي إلى الخرطوم وتزايد في انسياب حركة السير مما استدعاهم لافتتاح الميناء البري الجديد بكادقلي، وقد تم افتتاح ميناء يضاهي نظيره بالخرطوم. صورة جديدة وضح أن للولاية خطة «ب» للتعامل مع التمرد، حيث كشف عيسى عن جاهزية كتائب وقوات خاصة لاستعادة مناطق أم دورين والبرام وهيبان، وبالمقابل حملت في يدها الثانية سلاح التنمية وظهر الوجة الجديد لجنوب كردفان، ظهر خلال الستة أشهر الماضية، هي عمر ولاية عيسى أدم، وقد كشف الوالي عن صرف أكثر من (500) مليون جنيه للتنمية. وقد قدم وزير التخطيط العمراني محمد شريف شرحاً عن المشروعات والتي شملت المياه بحفر وتركيب (21) بئراً بكادقلي، بينما كانت الآبار العاملة لا تتجاوز ال(35) بئراً، ونوه إلى عدد من المشروعات الخدمية الأخرى ومنها محطة مياه بكادقلي والميناء البري والمقر الجديد لوزارات التخطيط العمراني والشؤون الإجتماعية والتربية، وكشف الوزير عن عدد من الكباري والطرق لربط المحليات وقال إن الطريق الدائري قد اكتملت إجراءاته. لقاء ساخن عقد الوالي لقاء مكاشفة مع الصحفيين والإعلاميين، وقدم من خلاله عرضاً لخطة الولاية وبالمقابل، ووجه إليه الصحفيون أسئلة كالرصاص واستمر اللقاء لنحو ثلاثة ساعات، وفي محور الكهرباء كشف الوالي عن توقيع عقد لتنفيذ مشروع شبكة كهرباء الدلنج الحمادي الدبيبات بتكلفة 11 مليون جنيه، وإنارة بالاعتماد على الطاقة الشمسية بمساحة 20 كيلو متر وبتكلفة 8 مليون جنيه لمدن كادوقلي، وأبو جبيهة والدلنج، بجانب توقيع العقد مع شركة وحدة إنتاج وتجميع الخلايا الشمسية لتنفيذ المشروع. وبشأن تنفيذ شبكة مياه المدن بلغت تكلفتها أكثر من 41 ألف جنيه وتشمل تأهيل شبكة مياه الدلنج وأبو جبيهة وشبكة مياه مدينة كادوقلي ، وتم الفراغ من 70% من تنفيذ هذه المشروعات بالإضافة إلى صيانة وتأهيل ثلاثة من السدود بالولاية. وفي محور الصحة أشار عيسى إلى اتفاقهم مع المركز لترفيع خمسة مراكز صحية بالولاية إلى مستشفيات كبيرة بجانب التصديق لقيام مركز للملاريا بالولاية والتوسع في برامج الرعاية الصحية الشاملة والاهتمام بالصحة الإنجابية من خلال تدريب عدد ألف قابلة من الولاية، مشيراً إلى تنفيذ 10 وحدات صحية وعدد(2) مركز صحي. وتم إنشاء مدارس جديدة يفوق عددها 10 مدارس بكل مراحل التعليم ، كما تضمن مشروعات تقوية التعليم بحاضرة الولاية والمحليات المختلفة وتعليم الرحل والتصديق بإجلاس الطلاب. اتحاد الصحفيين كان من أهم برامج زيارتنا تأسيس اتحاد فرعي للصحفيين بالولاية، وقد وقفنا على الترتيبات، وضم وفد المركز النقيب الصادق الرزيقي، الأمين العام للاتحاد صلاح عمر الشيخ، أمين الولايات أحمد الشريف والمناشط عاطف الجمصي. وقد حرص والي الولاية وأعضاء حكومته على حضور الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية وأكدوا وقفتهم مع الإتحاد بالولاية والذي يعد من اقدم الاتحادات، وكان لرئيسه داؤود أبو كلام دوراً كبيراً، مما أهله ليحجز مقعداً في المكتب التنفيذي على المستوى الاتحادي، ممثلاً في الزميل أبوكلام، والذي نال ثقة حكومة الولاية لاحقاً، وهو المعتمد الحالي لمحلية العباسية.