جرت العادة على أن يعجب الشباب بالمطربين والمطربات ونجوم السينما والرياضة، يتابعون أخبارهم، ويتبادلون أعمالهم عبر مقاطع الڤيديو والصوت، وهي عادة اجتاحت سيولها كل دول العالم دون استثناء، حتى باتت من الأمور الطبيعية في الحياة، ولكن غير الطبيعي واللافت للنظر أن يكون هناك من هو خارج هذه الدائرة ويحقق النجومية، يتبادل الجميع تسجيلاته عبر الشبكة العنكبوتية وأجهزة الهاتف النقالة وأشرطة الكاسيت، ويحرصون على اقتنائها، والأعجب أن يكون ذلك مقرئاً للقرآن، ومصدر التعجب عندنا لأن ذلك لم يكن مألوفاً، ولكنه اليوم حقيقة صنعها المقرئ الشاب الشيخ الزين محمد أحمد الزين، الذي رأينا كيف تكتظ المساجد في حلقات التلاوة التي ينظمها على مدار أيام الأسبوع بمساجد العاصمة المختلفة، وكيف تمتد صفوف المصلين حتى الشوارع الجانبية بمسجد سيدة سنهوري، صفوف تجمع كافة شرائح المجتمع، بدءاً من قادة الدولة والأحزاب السياسية، حتى أصغر مواطن، والشيخ الزين الذي عرفناه لا ينتمي لأي حزب بعينه، وإنما حزبه وهمه القرآن الكريم، يرتله آناء الليل وأطراف النهار، من مسجد لمسجد، حتى بات مطلوباً من الجاليات المسلمة في الخارج بما فيها جاليتنا بالولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما يحسب له وليس عليه، فهي جاليات لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني أو أي حزب آخر، ولكن كما بدا أن السياسة أرادت أن تقتل كل جميل في حياتنا، بعد أن اقتحمت الرياضة وغيرها من مجالات، فقام أحدهم بصب جام غضبه على شيخنا الجليل، ووصفه بما ليس فيه ظناً منه أنه لحزب معين، فقال فيه ما لا يليق أن يقال في مقرئ للقرآن، وللأسف الشديد بنى ظنه واتهامه الباطل، لأن إذاعة القرآن الكريم تتيح الفرصة كاملة للشيخ الزين، فراح يقارنه بالشيخين الجليلين السديس والشريم، وثلاثتهم مشائخ أجلاء عندنا، نسوح مع تلاوتهم في ملكوت الله، ونتدبر كتابه، وهي بالطبع مقارنة ليست في محلها، لأننا لا نقارن بين مطربين أو آداء أغنية لنقول هذا يعجبنا وهذا لا، ولكن كما قلنا إنها السياسة، فالشيخ الزين الذي لا تعجب قراءته هذا المسكين، قال فيه مفتي الديار المصرية إن صوته يذكره الشيخ المنشاوي وووصفه بأنه مؤدب مع القرآن، ولا نظن أن الأخ يجهل من يكون الشيخ المنشاوي، ونظن أيضاً أنها شهادة من عالم جليل، يفرق جيداً بين من هو المقرئ ومن هو غير المقرئ، ومن الذي يعرف التجويد ومن هو الذي لا يعرفه، وحكمه أقيَّم وأفيد من حكم هذا الشخص.. هدانا الله وإياه.