في ذكرى تحرير الخرطوم نجدد الماضي ونحي تراث أمجاد وبطولات نورثها لأجيال قادمة وفاءً وعرفاناً لرجال علمونا معنى الجهاد والاستشهاد في سبيل الوطن الواحد الموحد رفعاً لعزته وكرامته ووحدته، ملأوا قلوبنا بالاستبشار بمستقبل الأمة حلقات متراصة من الجهاد والاستشهاد. الحرب صبر واللقاء ثبات *** والموت في شأن الإله حياة والجبن عارٌ والشجاعة هيبة *** للمرء ما اقترنت به العزمات الثورة المهدية ولدت بحد السيف وقضي عليها بحد السيف، الثورة المهدية من أعظم إنجازات الإمام محمد أحمد المهدي ورفاقه، وذكرى تحرير الخرطوم توحيد للأمة السودانية كانت إستراتيجية الحصار إعلان الحرب على الحكومة في عاصمتها الخرطوم وأن الحكومة لم تكن مهابة بعد انتصار المهدي العظيم في شيكان، وكان للإمام المهدي خيارات السيطرة على الخرطوم: الخيار الأول: هجوم مباشر يحشد كل القوة والانقضاض على الحامية. الخيار الثاني: حصار المدينة وممارسة حرب استنزاف حتى تضطر الحكومة للتسليم، واختار المهدي الخيار الثاني بعزل الموقع المحاصر عن العالم الخارجي بصورة تامة حتى يستحيل على حكامه طلب مبعوثين للإنقاذ من مراكز أخرى، مع الرقابة المشددة وعدم دخول مواد تموينية للحد من قدرتهم العسكرية وانهيار معنويات القادة والجنود. إن معركة شيكان ضاعفت من ثقة المهدي بنفسه فبدأ التخطيط في السيطرة على الخرطوم، ثم بدأ الاتصال مع أهالي منطقة الشيخ العبيد ود بدر في أم ضواً بان وغيره من رجالات القبائل، علم غردون استعداد الأهالي وقام ببعض التحصينات وإعادة الجنود المصريين وتجمعوا بحامية أم درمان، دفع غردون بقوة لملاقاة الشيخ العبيد في الحلفايا ودارت معركة خسرت فيها الحكومة وكان مؤشراً لبداية الحصار. الخطة: حصار من جهة النيل الأبيض بقيادة عبد القادر قاضي الكلاكلة. شمال أم درمان بقيادة مصطفى الأمين أم حقين. جهة الفتيحاب بقيادة محمد أبوضفيرة. تم قطع خط التلغراف بين بربر والخرطوم بقيادة الشيخ محمد خير، عيّن الأمير أبوقرجة القائد الأعلى لمحاصرة الخرطوم بعد أن انضم إليه بالجزيرة ونزل ببري وحفر خندقاً وطلب من غردون الاستسلام، وكان الأمير النجومي على رأس قوة كبيرة للتقدم نحو الخرطوم، في منتصف ليل 25 يناير عبر المهدي النيل الأبيض وأصدر أمراً للنجومي لبدء الهجوم، وقبل ساعة من الفجر شن الهجوم النهائي واخترقت التحصينات من نقطة معينة في مجرى النيل، ولقي غردون حتفه على درج سلم القصر. «تم تجسيد معركة تحرير الخرطوم تفصيلاً بدار الرياضة بأم درمان في احتفالات البلاد بعيد الاستقلال 59» . ٭ الدروس المستفادة - القيادة فن له مباديء وقواعد وصفات الكفاءة الفنية «التعبوية». - اختيار التكتيك المناسب لكل مرحلة من مراحل الهجوم. - اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب. - استخدام الوحدات المقاتلة حسب إمكاناتها النفسية والروحية والمادية. - اختيار القصد بدقة مع العمل التعرضي والتعاون والمرونة والادارة الجيدة للمعركة. - الشعور الديني المتأصل في النفوس والجانب الروحي بالوعظ والإرشاد. - ذكرى تحرير الخرطوم امتداد لانتصارات قواتنا المسلحة. - ذكرى للأجداد الذين ضربوا مثالاً للتضحية والفداء للوطن. - كتابة تاريخ السودان بأيدٍ سودانية وتوثيق معارك المهدية كمرجعية للأجيال القادمة.