الحقيقة التي يجب أن تقال بصراحة بعيداً عن الدبلوماسية هي تلك التي قالها وزير الدولة بمجلس الوزراء د. محمد المختار والذي قال : إن الاتفاقية منحت الجنوبين حق تقرير المصير وأعطتهم وحدهم حق التصويت دون بقية مواطني السودان لتحديد وضعهم وأضاف الوزير الذي كان أحد أركان التفاوض المهمة في نيفاشا بأنهم إذا ما قرروا الانفصال سيصبحون تلقائياً مواطني دولة أخرى وبالتالي ستسقط عنهم الجنسية السودانية بغض النظر عن مشاركة الشخص في الاستفتاء من عدمه أو تصويته للوحدة وزاد بالقول إن احتفاظ الجنوبيين بجنسيتهم السودانية سيعيد تكرار المشكلة ذاتها.. برافو د. مختار فمثلك يجب ألا يصمت فهذا ما يجب أن يقال بلا مدارة فالذين يتحدثون عن الجنسية المزدوجة يغالطون الواقع في العالم فعندما انفصلت أرتيريا عن أثيوبيا صار الأرتري أرتري والاثيوبي أثيوبي ولا ازدواجية في الجنسية وكذلك الحال في كوريا وغيرها من دول العالم التي مرت بالحالة ذاتها لأن الشعب لا يقبل أن يتمتع من اختاروا الانفصال عنه بمزايا يجب أن يتمتع بها هو وحده .. والحركة عندما تطالب بأن يتم تخيير الجنوبيين الموجودين بالشمال بعد الانفصال حول جنسيتهم فإنها تتبع لنفس سياساتها المعروفة ( الغاية تبرر الوسيلة) فهي عندما تطالب بذلك تريد تطمين الجنوبيين بأن الانفصال لن يغير مصالحهم في الخرطوم أو الشمال الذي ارتبطوا به فتنجح في إعادتهم للجنوب لتجبرهم هناك على التصويت للانفصال في خداع بأن ذلك لن يؤثر عليهم في الشمال الذي يمكن أن يعيش فيه من يريد ويمتلك جنسيته وبالتالي فإن حديث الوزير المختار يبقى مهماً وضرورياً أن يقال هكذا وبكل وضوح ليخيف الحركة التي في سبيل غايتها ظلت تستخدم كل مرحلة مجموعات بدأت بالشماليين في التجمع والذين غدرت بهم يوم فاوضت الحكومة لوحدها وتوصلت لاتفاق لم تلتفت فيه لحلفاء الأمس ثم عادت للأحزاب المعارضة بعد أن اختلفت مع الوطني وجمعتهم في جوبا لتضغط على الوطني والآن تستخدم الحركات المسلحة في دارفور لتضغط بهم على الحكومة حتى صار معلوماً أنها في سبيل غاياتها تستخدم كل شئ وأي جهة لتصل للانفصال الذي استخدمت فيه حتى أبناء الشمال الذين كانوا قيادات بالحركة والآن في طريقها للتخلي عنهم.. حاجة ثانية: أعجبني أيضاً ما قاله د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني في بورتسودان ( إن الانفصال الذي عزمت عليه الحركة الشعبية لن يضر الشمال كثيراً وإن المسيرة ستمضي أكثر قوة) فهكذا يجب أن نقول فالحركة تظن أن الشمال سينهار بعد الانفصال وأننا نضرب الجرسة هذه الأيام ويغيب عنها حجم الإنفاق الشمالي على الجنوب طوال السنوات الماضية والذي لم يتوقف على الحصة المتفق عليها في الاتفاقية ويفوت عليها قدرتنا على الإنجاز في حالات التحدي. حاجة أخيرة: الحاجة فتحية الصادق حمد النيل شقيقة د. عفاف الصادق حمد النيل الإذاعية المعروفة حرم الفنان أبو عركي البخيت شكت من تعامل أحد أطباء العظام والذي لم يكن (مبروكاً) معها أو لطيفاً في تعامله وقالت إن الاختصاصي المعني طلب منها إحضار دواء من السعودية وطالبها بأن تأتيه بعد وصوله ليحدد لها طريقة الاستعمال.. وذكرت أنها عندما أحضرت الدواء بعد أيام وجاءت إليه أصر الاختصاصي على أن تدفع تذكرة المقابلة كاملة وفشلت كل مساعي «التذكرجي» في إقناعه بأن يقول لها فقط وصفة الاستعمال.. فقلت لها يا حليل زمان ملائكة الرحمة فالأطباء تحول أغلبهم إلى تجار وجالت بخاطري ذكريات كثيرة مستقرة فقد دخلت مرة إحدى عيادات الأطباء بصحبة زوجتي فوجدت الاختصاصي يتصفح في كمبيوتره المحمول وهو يسألنا عن مابنا ولا أعتقد أنه قد سمع شيئاً من شكوانا وكل ما فعله أنه التفت بعد مدة ليطلب منا إجراء الفحوصات.. إنها مهنة تحتاج أن يسبق منح الاختصاصي إذن فتح العيادة الخاصة تحري حول تعامله مع الناس حتى لا يزيدوا المريض مرضاً.. فالأمثلة تطول وتطول وتطول.