عندما نكتب نقول: (ليست هكذا تورد الابل)..! ياممتاز... إن تصريحك في بلاد العم سام الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، عاصمة (الضباب)، صاحبة الدستور العرفي الغير مكتوب، بلد الديمقراطيات والحريات، والحقوق والإنسانية، بلاد طبق أهلها معيار الشرع إجتماعياً، بالرغم من أن حكامها لا يعتنقون دين الإسلام، وأطلق عليهم (صفوة العالم)، وبوصفك الأمين السياسي للحزب الحاكم، في زيارة تتعلق بتنمية وتطوير العلاقات السياسية للبلاد بأن تقول: (بإمكان حزب المؤتمر الوطني أن يحكم خمسين عاماً)، إنه تصريح غير موفق وبلغة أصحاب الورق (حريق)..! الحكم والملك بيد الله، قال تعالي : (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء). وعندما تصرح هكذا وفي ظل ظروف معقدة وحوارات من أجل الخروج بوثيقة يتوافق عليها الناس... كأنك تتحدى وتتوعد الشعب السوداني ب50 عاماً عجاف بها من البؤس والبلاء والوعيد وتكون الحال ..(عايره وأدوها سوط، أو جافلة ورفعوا ليها فروه ).. ولربما كان هذا التصريح غير المدروس سبباً في تضييق الخناق والتعامل البربري من (كايبويات) أمريكا في محاولة لقطع الأنفاس، وتحويل البلاد إلى غرفة إنعاش وإدخال الشعب السوداني الأبي الصامد الصابر في حصار غصباً وقصراً... عندما رعت الولاياتالمتحدةالأمريكية قراراً وقدمته إلى مجلس الأمن يتعلق بالقرار 1991 الذي يقضي بمنع تصدير الذهب السوداني... وهذا يعد إستهدافاً للموارد والحقوق الأساسية للمواطن السوداني للحصول على الأدوية وقطع الغيار وكل مدخلات الإنتاج والقصد توقيف عجلة الإقتصاد والتنمية.. لا تستعجلوا على إطلاق الفقاعات الفارقة في الهواء، فإن أمر السياسة فيه كثيراً من المتغيرات.. الأمة السودانية أحوج ما تكون عليه اليوم جمع الصف ووحدة الكلمة وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الكثير من التحديات التي تواجه الوطن، والعالم أصبح بمثابة القرية الواحدة وبناء على هذا التصريح الذي صدر منك سوف تكتُب كل الصحافة الغربية، تتناول هذا التصريح سلباً وتبني عليه سياسات جديدة تجاه الوطن، نأمل أن تكون برداً وسلاماً على السودان... العالم ينظر إلى السودان بأنه سلة غذائه (مطمورة عيش) في سنين عجاف ذات محل ومسغبة.. ينظر إلى السودان بأنه القوت المدخر والفريسة التي لا تقوى على الهروب أو الدفاع. كسرة : أحبتي عندما يمارس السياسي كل الأدوار يقع في الأخطاء الفادحة... ولكن بقليل من الدبلوماسية الحقة والحكمة السودانية الثرة التي يتمتع بها كل سوداني، سوف تعبر هذه البلاد، ويتحقق لهذا الشعب ما يريد ... ونحافظ علي بلادنا من كيد كل جبار عنيد ولكل جواد كبوة ولكن الإستدراك أمراً مهماً بلا تردد أو نقيض. والله ولى التوفيق